استقبال الجمهور في مهرجان الموسيقى العربية أسعدني للغاية: هاني شاكر

أثبتت الفنانة الخالدة هني شاكر نفسها كشخصية رائدة في الموسيقى العربية بأدائها الاستثنائي وصوتها الذي لا مثيل له. في هذه المحادثة، سنستكشف حياة هذا الفنان الأسطوري ونستكشف الأعمال الفنية التي أسرت ملايين الأشخاص في العالم العربي وخارجه. وكان من دواعي سرورنا أن نلتقي به خلال حفلته الأخيرة في مهرجان الأغنية العربية، وإليكم أبرز ما دار في نقاشنا.

كيف ترى مشاركتك الأخيرة في مهرجان الموسيقى العربية؟

وأفتخر دائمًا بوقوفي على مسرح دار الأوبرا المصرية، المؤسسة الثقافية المتميزة التي تمتلك أحدث التقنيات الفنية المطلوبة للعروض العالمية. ويستضيف العروض المسرحية الكبرى وحفلات الموسيقى العربية. في كل مرة ألتقي بجمهور الأوبرا أشعر بفرحة كبيرة، لأنهم فئة مميزة تقدر الفن الاستثنائي. على مدار السنوات التي شاركت فيها في فعاليات دار الأوبرا، كان هناك طلب كبير ومستمر على التذاكر، مما يمنحني متعة وإثارة التواصل مع هذا الجمهور الدافئ والمتميز الذي يقدر الفن والفنان. أحد الأحداث الكبرى التي أسعدتني كثيرًا كان حفلتي الأخيرة في مهرجان الموسيقى العربية. لقد سعدت جدًا برؤية هذا العدد الكبير من الجمهور وحماسهم للعرض. حرصت خلال الحفل على اختيار أفضل الأغاني القديمة والجديدة التي لاقت صدى لدى الجمهور. وتشمل هذه الأغاني العديد من الأغاني الوطنية التي قدمتها في ظل الأحداث الجارية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، بما في ذلك “أحبك يا لبنان” و”الهوية العربية”، التي تعبر عن الدعم والمحبة للشعبين اللبناني والفلسطيني.

هل مازلت تتذكر بداية مشاركتك في هذا المهرجان المرموق؟

وبعد مرور كل هذه السنوات، ما زلت أتذكر بوضوح بداية رحلتي الغنائية في دار الأوبرا. ولا يزال سيل من الذكريات يتدفق أمامي، بداية من مشاركتي في كورال الأطفال بتوجيه من معلمتي الفاضلة الدكتورة رتيبة الحفني، رحمها الله. لقد منحني دعمًا وتشجيعًا هائلين في المراحل الأولى من مسيرتي الموسيقية، مما سمح لي بالغناء معه في العديد من الحفلات الموسيقية في جميع أنحاء مصر. بالإضافة إلى ذلك، تأسس مهرجان الموسيقى العربية لأول مرة عام 1992، عندما كان الرئيس الافتتاحي، وأتيحت لي الفرصة لأكون من أوائل المشاركين في المهرجان، وواصلت الحضور كل عام. أنا ملتزم بالغناء أمام جماهير مميزة في دار الأوبرا.

READ  يصل الإعصار فيونا إلى اليابسة في جمهورية الدومينيكان حيث لا يزال جزء كبير من بورتوريكو بدون كهرباء

يعرض المهرجان فعاليات مختلفة وفرق جديدة ومواهب شابة. كيف تنظرون إلى هذا التنوع؟

يعد الكشف عن المواهب الشابة والمطربين الجدد في حدث كبير مثل مهرجان الموسيقى العربية أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز التواصل بين هؤلاء الفنانين الناشئين والجماهير. إنه بمثابة جسر لهم للوصول إلى الجمهور وينقل رسالة مفادها أنه يمكن استعادة تراثنا الموسيقي العربي الغني ونقله إلى الأجيال القادمة. أنا ملتزم بشدة بتقديم مواهب جديدة للجمهور وقد شاركت بنشاط في هذا المسعى من خلال العديد من عروض اكتشاف المواهب. ومن أحدث الأصوات الشابة التي قدمتها لأول مرة على مسرح دار الأوبرا، كانت كارمن سليمان، التي نالت حباً وتشجيعاً هائلين من الجمهور.

شاكر العسل

كيف ترى تكريم المبدعين الـ19 في المهرجان والتأكيد على إنجازاتهم؟

إن تكريم الفنانين الذين ساهموا في تطوير الحياة الفنية في مصر والعالم العربي هو اعتراف حضاري وتقدير لإبداعاتهم وإنجازاتهم التي أثرت الفن العربي. إن تشجيع فكرة تكريم هؤلاء المبدعين أمر ضروري لأنه اعتراف بمساهماتهم وتشجيعهم على مواصلة مساعيهم الفنية. وعلى وجه الخصوص، يعد الاعتراف من دار الأوبرا المصرية الموقرة بمثابة وسام كبير، يعكس تاريخًا غنيًا من الإنجازات ويظهر الوعي الثقافي بين المسؤولين. كما أن إهداء هذه الطبعة للفنان سعيد درويش يعد خياراً رائعاً، إذ أن عصره رفع بشكل كبير المشهد الموسيقي للإبداع الجديد.

شاكر العسل

ما أهمية التطور الموسيقي والأغاني العربية من وجهة نظرك؟

الموسيقى جزء لا يتجزأ من ثقافة أي بلد عربي، وجانب مهم من هويتنا، وانعكاس للتراث الموسيقي الغني والمتنوع الذي نفتخر به. إنها بمثابة لغتنا العاطفية، ولها قدرة مذهلة على التأثير على مزاجنا وتسمح لنا بالتعبير عن مشاعرنا الداخلية. وبفضل مهرجان الموسيقى العربية، تواصل الأصالة الفنية للموسيقى العربية الحفاظ على مكانتها المرموقة.

READ  استقال وزير النقل السنغافوري بعد اتهامه بالفساد في الدولة المدينة الأولى

ما هي الرسالة التي تود توجيهها لمنظمي المهرجان؟

وأتقدم بخالص الشكر والتقدير لوزارة الثقافة وعلى رأسها وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد، ورئيس دار الأوبرا والمهرجان الدكتورة لمياء سعيد. وتتجلى جهودهم الرائعة وتنظيمهم منذ البداية في نجاحهم في إنشاء مهرجان موسيقي يكرم الثقافات العربية ويقدمها بشكل جميل للعالم. وأود أن أعرب عن امتناني لجميع العاملين في المنظمة الذين يلتزمون بالحفاظ على جوهر وهوية الموسيقى العربية والحفاظ على تراثنا الموسيقي الغني.

ألبومك الأخير “اليوم جميل” تجاوز 3 ملايين مشاهدة على اليوتيوب. كيف ترى هذا النجاح وما هي المعايير التي تعتبرها مهمة لقياس النجاح؟

لقد استثمرت جهداً كبيراً في ألبوم “اليوم جميل” الذي يقدم تشكيلة واسعة من الأغاني. أنا سعيد جدًا برد فعل الجمهور بعد سماع هذه الأغاني. في حين أن المعيار الحالي لقياس نجاح الأغنية هو في الغالب عدد المشاهدات، لدي مقياسي الخاص: حب الناس للألبوم وقدرة الأغاني على صدى لدى المستمعين. كان هذا واضحًا في ردود الفعل الفورية التي تلقيتها عند صدوره، حيث أعرب الكثيرون عن إمكانية ارتباطهم بالأغاني. على سبيل المثال، تلقت أغاني مثل “Mul Garden” و”My Life is Dearing” ردود فعل إيجابية للغاية. ولحسن الحظ، لم أواجه أي تعليقات سلبية من محترفي الموسيقى أو الجمهور؛ كل ردود الفعل مشجعة. لقد سعدت برؤية هذا الإجماع الإيجابي وأن أتمكن من إنشاء ألبوم يرضي مجموعة واسعة من الأذواق. بالإضافة إلى ذلك، أنا ممتن لإعادة إصدار ألبوم كامل، وقد قبله الجمهور بعد فترة من إصدار الأغاني المنفردة. وهذا ألهمني لإنتاج المزيد من الأعمال الجديدة في المستقبل إن شاء الله.

شاكر العسل

في ألبومك الأخير “اليوم جميل”، قدمت مجموعة واسعة من الأغاني ذات الأنماط المختلفة. هل كان هذا اختيارًا متعمدًا من جانبك؟

READ  راهول غاندي يطلب المشورة من الناطقين بالعربية: هيمانتا: ذي تريبيون إنديا

وبطبيعة الحال، لقد بذلت جهدا واعيا لضمان التنوع والدقة في اختيار مجموعة واسعة من الأغاني. من وجهة نظري، هذا التنوع ضروري لأنه يشجع المستمعين على التفاعل مع الألبوم بأكمله. إن اختيار الموضوعات المختلفة في جميع أنحاء الألبوم يشبه منح الجمهور وليمة غنية وإرضائهم فنيًا وموسيقيًا. إن تلبية جميع الأذواق ليست بالمهمة السهلة؛ يتطلب جهدا كبيرا. بالإضافة إلى ذلك، أود أن أعرب عن سعادتي بالتعاون مع العديد من الشعراء والملحنين والمنتجين البارزين في العالم العربي، وأن أعرب عن امتناني لمساهماتهم في خلق مثل هذه الموسيقى الرائعة والمحترمة.

هل يمكنك مشاركة تحضيراتك لحدثك القادم في حديقة الشهيد يوم 31 أكتوبر في الكويت؟

في سبتمبر الماضي، كان لي شرف مقابلة جمهور محب في الكويت خلال حفل بعنوان “العندليب” حيث قدمت مجموعة مميزة من أغاني الفنان الراحل عبد الحليم حافظ. وحقق الحفل نجاحا باهرا وسط حضور استثنائي وترحيب حار. أستعد الآن لحفلتي يوم 31 أكتوبر في حديقة الشهيد بالكويت. سأقوم بأداء مجموعة من الأغاني التي سيحبها الجمهور وآمل أن تلقى استحسان شعب الكويت المحب.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here