دبي: سيتمكن الطلاب السعوديون قريبًا من الوصول إلى التعليم العالي عالي الجودة بعد سلسلة من الاتفاقيات التي تسمح للمؤسسات التعليمية الدولية بفتح فروع لها في المملكة العربية السعودية.
تم توقيع اتفاقيات مع جامعة ولونجونج الأسترالية والمدارس الأمريكية جامعة ولاية أريزونا ومؤسسة سينتانا التعليمية لإنشاء فروع جديدة في المملكة، مما يجعل برامجها ذات المستوى العالمي متاحة للطلاب السعوديين.
وتم الإعلان عن الاتفاقيات خلال مؤتمر مبادرة المهارات الإنسانية الذي عقد في الرياض يومي 28 و29 فبراير.
ووفقاً لتقرير صدر عام 2023 عن جامعة الأمير محمد بن فهد، فإن نظام التعليم التقليدي في المملكة يفشل في إعداد العمال لاحتياجات سوق العمل الحديث، مما يؤدي إلى “اتساع فجوة المهارات”.
ومن خلال إنشاء هذه المجمعات، تأمل الحكومة السعودية في خلق قوة عاملة تتماشى مع رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة، والابتعاد عن الاعتماد على المواد الهيدروكربونية، وتطوير الصناعات التي تتطلب مهارات عالية.
ومن خلال جذب الجامعات الأجنبية ورعاية المزيد من المواهب المحلية، يُعتقد أن المملكة قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح مركزًا أكاديميًا إقليميًا ورائدة في البحث العلمي.
أطلقت المملكة خلال مبادرة المهارات الإنسانية “الدراسة في المملكة العربية السعودية”، وهي مبادرة تأشيرات جديدة تهدف إلى جذب الطلاب الأجانب.
تم تصميم التأشيرة لتسهيل الدراسة على الطلاب الدوليين في المملكة، وإنشاء مركز عالمي للتعليم لأكثر من 132000 طالب وأكاديمي وباحث وأستاذ جامعي أجنبي.
ومن خلال تعزيز تبادل المواهب هذا بالتعاون مع الجامعات الرائدة في العالم، تهدف المملكة إلى خلق المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات بين المملكة العربية السعودية وبقية العالم.
أعلنت وزارة التعليم السعودية خلال المؤتمر أنها ستساهم في إحداث ثورة في التعليم في البلدان ذات الدخل المنخفض من خلال الانضمام رسميًا إلى الشراكة العالمية للتعليم وتقديم مساهمة كبيرة بقيمة 38 مليون دولار لتزويد جيل الشباب بالمهارات اللازمة لوظائف التعليم. المستقبل.
تم إنشاء شراكات أكاديمية جديدة بين المملكة العربية السعودية وبعض من أكبر قادة الصناعة في العالم، بما في ذلك بورش وهيونداي ولينكد إن وجامعة IE، لتسخير قوة التعاون الدولي لتسريع تنمية القدرات البشرية.
بعد التوقيع على مذكرة تفاهم في مؤتمر مبادرة المهارات الإنسانية، دخلت وزارتا التعليم والاستثمار السعوديتان في شراكة استراتيجية جديدة مع جامعة ولاية أريزونا ومؤسسة سينتانا التعليمية.
ويهدف التعاون إلى إنشاء جامعة جديدة ومدرسة تابعة في الرياض، وتوفير معايير أكاديمية معترف بها دوليًا، وتعزيز البحث وتقديم برامج مبتكرة.
ولم يتم بعد تحديد موعد افتتاح هذه المعاهد الجديدة، التي ستقوم بتدريب المهنيين وأعضاء هيئة التدريس في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والاقتصاد وما إلى ذلك.
حصلت جامعة ولونجونج الأسترالية على ترخيصها من وزارتي التعليم والاستثمار السعوديتين في أواخر فبراير كخطوة نحو إنشاء فرع محلي بالتعاون مع معهد المعرفة الرقمية في المملكة العربية السعودية.
وقالت الجامعة الأسترالية في بيان “هذه أول رخصة استثمار تصدر لجامعة أجنبية وهي أول خطوة ضرورية نحو السماح للشركات الأجنبية بالعمل بشكل قانوني ومزاولة أنشطة تجارية في السعودية”.
تم تصنيفها ضمن أفضل 1% من الجامعات على مستوى العالم حسب مؤشر QS العالمي لعام 2024، مما يمثل إضافة مهمة لقطاع التعليم في المملكة العربية السعودية.
بعد إنشاء جامعة ولونجونج في دبي عام 1993، ستكون جامعة ولونجونج في المملكة العربية السعودية، أو UOWS، هي الفرع الثاني لجامعة ولونجونج في دول الخليج العربي.
أقامت العديد من دول الخليج العربي شراكات مع منظمات دولية رائدة.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، أنشأت جامعة نيويورك جامعة نيويورك أبوظبي في عام 2010، في حين أنشأت جامعة السوربون أبو ظبي حرمًا جامعيًا في عام 2006، مما أدى إلى جلب المؤسسة الفرنسية إلى منطقة الخليج.
وفي قطر، افتتحت جامعة كارنيجي ميلون، وهي منشأة بحثية خاصة في بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، فرعًا لها في عام 2004 وبدأت في تخريج الطلاب في عام 2008.
تعمل كلية الفنون بجامعة فرجينيا كومنولث في قطر منذ عام 1998 وأصبحت مدرسة فنون مشهورة لدى الطلاب من قطر والشرق الأوسط الكبير وخارجه.
يأتي افتتاح الجامعات الأجنبية في المملكة العربية السعودية في أعقاب نظام صدر عام 2019 يقضي بإنشاء مجلس شؤون الجامعات، ليحل محل مجلس التعليم العالي، مما يسمح للجامعات الأجنبية بإنشاء فروع لها في المملكة.
وقالت تغريد السراج، مستشارة التعليم وريادة الأعمال، لصحيفة عرب نيوز بعد صدور المرسوم: “سيؤدي ذلك إلى رفع جودة الجامعات المحلية”. “سيكون هناك المزيد من المنافسة، وستكون هناك حاجة لذلك.”
كما لاقت هذه الخطوة استحسان الطلاب. وقال عبدان العبطان، وهو طالب سعودي كان في برنامج منحة حكومية بجامعة يورك في كندا، لصحيفة عرب نيوز: “هذه خطوة إيجابية وتقدمية، وستمنح الأشخاص الذين لا يستطيعون الدراسة في الخارج الفرصة للدراسة في مثل هذه الجامعات”. وكالة.
ويتولى يوسف البنيان، الذي تولى منصب وزير التعليم السعودي في سبتمبر 2022، مسؤولية الموافقة على خطط إنشاء فروع للجامعات الأجنبية في المملكة.
وفي مطلع شهر فبراير التقى البنيان والوفد المرافق له بكبار المسؤولين وكبار المستثمرين في شيكاغو وواشنطن، حيث زاروا العديد من المؤسسات التعليمية والجامعات لبحث فرص الاستثمار في التعليم في المملكة.
وعكست زيارته خطط المملكة لتعزيز وتعزيز التعاون العلمي والتعليمي والبحثي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، لا سيما في التعليم في السنوات الأولى، والطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين.
ومن الأهداف الأخرى للزيارة جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في التعليم العام والدراسات العليا في المملكة من خلال توفير الفرص والتسهيلات للمستثمرين.
وقال البنيان خلال الزيارة إن الطلاب يعكسون القيم الإنسانية والثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي.
بالإضافة إلى جذب الجامعات الأجنبية للاستثمار في المملكة، تحرص وزارة التعليم على تشجيع الابتكار من خلال التعاون الدولي في تطوير تكنولوجيا التعليم واعتمادها.
وفي حديثه في المنتدى العالمي للأمن السيبراني في الرياض في نوفمبر، قال البنيان إن المعلمين يجب أن يتمتعوا بالمهارات الرقمية لتعليم الأجيال الحالية والمستقبلية، بما في ذلك الفهم القوي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها.
وبفضل شراكات المملكة العربية السعودية الجديدة مع الجامعات الأمريكية والأسترالية، فإن المملكة تسير على الطريق الصحيح لبناء مؤسساتها التعليمية ذات المستوى العالمي، وتدريب الموظفين ذوي الخبرة، وتطوير القوى العاملة ذات المهارات العالية للصناعات المستقبلية.