الرياض: ارتفعت مساهمة القطاع الخاص السعودي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد بنسبة 3.4 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2023، وفقًا للبيانات الرسمية.
أضاف مكتب الإحصاءات العامة 322.08 مليار ريال (85.86 مليار دولار) إلى إنتاج المملكة في الأشهر الثلاثة حتى نهاية سبتمبر/أيلول، أي ما يعادل 45 في المائة من الرقم الإجمالي. وكان يقودها في المقام الأول قطاعات الضيافة والتصنيع والعقارات والأنشطة المالية.
ويعكس هذا التطور جهود المملكة لتعزيز بيئة التخطيط الاستراتيجي والمبادرات الداعمة.
بلغ الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة العربية السعودية 719.1 مليار ريال سعودي في الربع الثالث، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 4 في المائة عن العام السابق.
ويعزى ذلك في المقام الأول إلى انخفاض مساهمة العمليات النفطية بنسبة 17 في المائة إلى 255 مليار ريال سعودي في الربع الثالث مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي.
ويعود انخفاض النشاط النفطي إلى تخفيضات إنتاج الخام الطوعية التي بدأتها في أبريل/نيسان منظمة البلدان المصدرة للبترول، المعروفة باسم أوبك+، وحلفاؤها.
وقالت الهيئة العامة للإحصاء إن الرقم يرتفع إلى 727.54 مليار ريال بعد التعديل وفقًا للأنماط الموسمية المتوقعة.
وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، أظهر تقرير أداء الميزانية الصادر عن وزارة المالية انخفاض إيرادات النفط بنسبة 36 في المائة إلى 147.01 تريليون ريال سعودي في الربع الثالث مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي المقابل، ساهمت الأنشطة غير النفطية بشكل إيجابي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، الذي ارتفع بنسبة 3.5 في المائة إلى 345.9 مليار ريال. وأضاف القطاع 111.53 تريليون ريال إلى ميزانية المملكة، وهو ما يمثل زيادة في الإيرادات بنسبة 53 في المائة خلال الفترة قيد المراجعة.
عاليأضواء
ومن بين المحفزات الرئيسية للأداء الصناعي غير النفطي هو برنامج “شارك” في المملكة، وهو استراتيجية استثمار وتنويع لتعزيز استثمارات القطاع الخاص.
وساهمت المبادرات الحكومية، مثل برنامج تطوير القطاع المالي، في تعزيز توسع القطاع، حيث تم إنشاء 201 شركة في مجال التكنولوجيا المالية، متجاوزة الهدف المتمثل في 150 شركة بحلول عام 2023.
ومن المتوقع أن يؤدي إطلاق هيئة التأمين السعودية في نوفمبر إلى زيادة كفاءة ومساهمة الصناعة في دعم نمو القطاع الخاص.
وأظهرت تجارة الجملة والتجزئة، إلى جانب المطاعم والفنادق، نمواً إيجابياً في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، حيث مثلت ثاني أعلى مساهمة بنسبة 10.32 في المائة من الإجمالي، والبالغة 74.23 مليار ريال.
ومن بين المحفزات الرئيسية للأداء الصناعي غير النفطي هو برنامج “شارك” في المملكة، وهو استراتيجية استثمار وتنويع لتعزيز استثمارات القطاع الخاص.
وقد أطلق المشروع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في عام 2021، وقد خلق فرصًا تجارية جديدة في المملكة.
وفي مارس، أعلن المشروع عن توقيع اتفاقيات إطارية لـ 12 مشروعًا باستثمارات 192.4 مليار ريال.
تنمية القطاع الخاص
وفي القطاع الخاص، ساهمت أنشطة التمويل والتأمين والعقارات والأنشطة التجارية بنسبة 11 في المائة إلى ما يقرب من 79 مليار ريال في الربع الثالث، بزيادة قدرها 3.68 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
وقد حفزت المبادرات الحكومية مثل برنامج تطوير القطاع المالي على توسع القطاع، حيث تم إنشاء 201 شركة في مجال التكنولوجيا المالية، متجاوزة الهدف المتمثل في 150 شركة بحلول عام 2023.
ومن المتوقع أن يؤدي إطلاق هيئة التأمين السعودية في نوفمبر إلى زيادة كفاءة ومساهمة الصناعة في دعم نمو القطاع الخاص.
وتعتبر هذه الخطوة حاسمة لدمج صناعة التأمين في المملكة العربية السعودية مع المشهد المالي العالمي، وضمان الاستقرار، وحماية حقوق حاملي وثائق التأمين، وتعزيز الابتكار والنمو في الصناعة.
وأظهرت تجارة الجملة والتجزئة، إلى جانب المطاعم والفنادق، نمواً إيجابياً في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، حيث مثلت ثاني أعلى مساهمة بنسبة 10.32 في المائة من الإجمالي، والبالغة 74.23 مليار ريال.
وساهم قطاع الصناعات التحويلية، باستثناء تكرير النفط، بنسبة 8.01 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، بإجمالي 57.63 مليار ريال. ويمكن أن يعزى هذا الدور إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لرفع القدرة التنافسية للصناعة وزيادة قيمة المحتوى المحلي ودعم المنتجات المنتجة محليا.
وتأتي هذه المبادرات الاستراتيجية ضمن خطة تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية وهيئة تنمية الصادرات السعودية، التي أطلقت برنامج “صنع في السعودية” في عام 2021، مع التركيز على تنمية المواهب والابتكارات المحلية.
وفي الربع الثالث، شهدت المملكة العربية السعودية طفرة كبيرة في النمو الصناعي، حيث أصدرت 412 ترخيصًا جديدًا، بزيادة قدرها 83.9 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقًا لوزارة الاستثمار.
كشف وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للخدمات الصناعية محمد السويلم، خلال ملتقى رواد الصناعة الذي نظمته غرفة الرياض، عن طموح الحكومة للوصول إلى 36 ألف شركة بحلول عام 2035. .
وفي شهر غشت وحده، ارتفع عدد المصانع بنسبة 3,76% ليبلغ 11110 مقابل 10707 مصانع في نفس الشهر من السنة السابقة.
ساهم النقل والتخزين والاتصالات بمبلغ 39.62 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي – 5.51 في المائة من الإجمالي. وقد أظهر هذا النوع من النشاط الاقتصادي نمواً إيجابياً بنسبة 5.14 في المائة خلال هذه الفترة.
ووفقاً لوزارة المالية، من المتوقع أن تضع الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط بين ثلاث قارات. وتهدف صناعة الطيران إلى مضاعفة عدد الركاب ثلاث مرات ليصل إلى 330 مليوناً بحلول عام 2030.
وفي إطار هذه المبادرة، سيعمل مطار الملك سلمان الدولي على زيادة طاقته الاستيعابية لاستيعاب 120 مليون مسافر، وربط المملكة بـ 250 وجهة جديدة، وزيادة سعة الشحن الجوي بمقدار 4.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يصل سوق الاتصالات والتقنية في المملكة إلى 163 مليار ريال بنهاية عام 2023، وهو ما يمثل نمواً بنسبة 6 بالمائة مقارنة بعام 2022، بحسب الوزارة.
والجدير بالذكر أن هذا القطاع اجتذب استثمارات بقيمة 4 مليارات دولار في مجال الحوسبة السحابية من كبرى الشركات العالمية بما في ذلك Microsoft وOracle وHuawei وZoom.
وعلى الرغم من حصتها الصغيرة البالغة 3.46 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، فقد أظهرت الخدمات الاجتماعية والمجتمعية والشخصية نمواً بنسبة 11.83 في المائة خلال الفترة، بقيمة 24.87 مليار ريال.
وبالإضافة إلى القيمة الإجمالية التي ساهم بها القطاع الخاص، يمثل صافي الضرائب على الأنشطة الحكومية والسلع 12.86 في المائة و3.58 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، على التوالي.
وسجلت الضرائب على السلع أعلى نمو بين جميع الأنشطة الاقتصادية، بارتفاع ملحوظ بنسبة 26,77% خلال الفترة، لتصل إلى 25,75 مليار.
مساهمة القطاع العام
وفي القطاع العام، ساهمت العمليات الحكومية بمبلغ 92.45 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة، وهو ما يمثل حصة قدرها 12.86 في المائة. وشهد القطاع نموا بنسبة 2 في المئة خلال هذه الفترة.
ووفقا لتقديرات الميزانية المنقحة الصادرة عن وزارة المالية للعام المالي 2023، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.03 في المائة، في حين من المتوقع أن يتوسع القطاع غير النفطي بنسبة 5.9 في المائة.
ومع ذلك، تبدو السنة المالية 2024 واعدة، حيث من المتوقع أن يصل نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي إلى 4.4%، مدعومًا بتوسع الأنشطة غير النفطية نتيجة للإصلاحات الاقتصادية والجهود المبذولة لتسريع التنويع الاقتصادي.
ويرجع هذا النمو أيضًا إلى الخطط الرامية إلى ترسيخ القطاع الخاص باعتباره محركًا اقتصاديًا مهمًا ومولدًا لفرص العمل، إلى جانب أهداف الرؤية السعودية 2030. تعد المبادرات المختلفة في إطار رؤية 2030 جزءًا لا يتجزأ من تحقيق أهداف التحول الوطني.