الرياض: أعلنت الصين عن خطط لإصدار سندات مقومة بالدولار في المملكة العربية السعودية اعتبارًا من 11 نوفمبر، وهو ما يمثل أول إصدار للديون المقومة بالعملة الأمريكية منذ عام 2021.
وأعلنت وزارة المالية في الدولة الآسيوية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني أنها ستبيع ما يصل إلى 2 مليار دولار من السندات في الرياض.
ويأتي هذا الإصدار في الوقت الذي تعزز فيه الصين والمملكة تحالفًا متعدد الأوجه يتوسع عبر مجالات متعددة.
وفي السنوات الأخيرة، سعى البلدان إلى توسيع تعاونهما الاقتصادي، ومواءمة المبادرات الاستراتيجية مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية مع خطة رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
“بموافقة مجلس الدولة، ستقوم وزارة المالية بإصدار سندات سيادية بالدولار الأمريكي في المملكة العربية السعودية بما لا يزيد عن 2 مليار دولار أمريكي خلال الأسبوع الذي يبدأ في 11 نوفمبر 2024. وسيتم الإعلان عن ترتيبات الإصدار المحددة بشكل منفصل قبل الإصدار”. قراءة بيان الوزارة .
وبالنظر إلى أن برنامج التطوير المالي يلعب دورا رئيسيا في تشكيل مستقبل القطاع المالي في المملكة العربية السعودية، فإن هذه الخطوة سيكون لها تأثير إيجابي على السوق المالية في المملكة.
وفي حديثه إلى عرب نيوز، قال إن هذا الإصدار يدعم إحدى الركائز الأساسية لرؤية 2030، وتعزيز الاقتصاد السعودي من خلال التنويع وتطوير السوق المالية المحلية.
تعزيز العلاقات السعودية الصينية
وقال حافظ إن “هذا الإطلاق يأتي في إطار جهود الصين لتعزيز العلاقة بين البلدين الصديقين، والتي تشهد تقدما كبيرا في العديد من المجالات”.
وفي سبتمبر/أيلول، ترأس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ اجتماعاً رئيسياً للمجموعة السعودية الصينية رفيعة المستوى، حيث استعرضا جوانب التعاون المشترك وتناولا التطورات الإقليمية والدولية.
وشددت الجلسة المنعقدة في الرياض على الفرص المتاحة في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار، فضلا عن التكنولوجيا والأمن، مع إرساء الأساس لتعزيز التكامل في هذه القطاعات.
– توسيع الروابط السياحية والتعليمية
وبرزت السياحة كجزء مهم من العلاقات السعودية الصينية. وفي أكتوبر/تشرين الأول، شارك مسؤولون سعوديون، بمن فيهم وزير السياحة أحمد الخطيب، في توسيع علاقات السفر والاستثمار مع نظرائهم الصينيين.
وبعد مشاركتها في الأحداث الكبرى في الصين، حصلت المملكة على لقب “وضع الوجهة المعترف بها” من بكين في وقت سابق من هذا العام.
ولجذب 5 ملايين زائر من الدولة الآسيوية بحلول عام 2030، أدخلت المملكة العربية السعودية خيارات معالجة الدفع الصينية، وأطلقت حملات سياحية مخصصة وزادت الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين.
وسوف تزداد التجارة والاستثمار
وتعد الصين أكبر شريك تجاري للسعودية منذ عام 2014، حيث وصلت التجارة الثنائية إلى 97 مليار دولار في عام 2023. ويشمل هذا الرقم 54 مليار دولار من الصادرات السعودية و43 مليار دولار من الواردات من الصين.
ويقول حافظ إن الإطلاق سيفيد كلاً من السوق المالية في المملكة والشركات في المملكة العربية السعودية والصين، خاصة مع علاقاتهما الاقتصادية القوية ومواءمتها مع رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق.
وقال الخبير الاقتصادي إن “مجلس الأعمال السعودي الصيني يلعب دورا هاما في تعزيز الأعمال بين السعودية والصين”.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم التجارة إلى 96.5 مليار دولار بحلول عام 2023، وهو ما يمثل 18 بالمائة من إجمالي تجارة المملكة العربية السعودية على مستوى العالم.
ومع ارتفاع الاستثمارات الصينية من 1.5 مليار دولار في عام 2022 إلى 16.8 مليار دولار في عام 2023، زاد الاستثمار بين البلدين أيضًا. والاستثمارات السعودية في الصين كبيرة، حيث يصل مجموعها إلى 75 مليار دولار.
وتستكشف المملكة العربية السعودية والصين سبلاً جديدة للتعاون، بما في ذلك الاستثمارات المشتركة في الطاقة المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا، مع التركيز على التنمية المستدامة.
وقد أرست زيارة ولي العهد إلى بكين عام 2019 الأساس لهذه الشراكة الاستراتيجية، مما أسفر عن 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم تشكل التعاون الثنائي المستمر.