الفرق بين التعاونيات المالية والبنوك التقليدية
وكما هو معروف، تعمل البنوك التجارية بموجب نموذج شركة مساهمة يتم من خلاله التحكم في قرارات الإدارة الشركاء. ينتخب هؤلاء المساهمين مجلس الإدارة ويوافقون على الميزانيات السنوية. بالإضافة إلى ذلك، يحصل المساهمون على حصص أرباح سنوية يتم توزيعها بعد احتساب مصاريف التشغيل والأرباح المحتجزة. المصدر الأساسي للتمويل يأتي من المودعين، الذين يحصلون على حصة ثابتة ومضمونة من الفائدة. يعمل البنك التجاري كوسيط بين المدخرين والمقترضين.
المحامين التعاونيين الماليين نموذج يجادلون بأن النموذج المصرفي التجاري به عيوب كبيرة. وفي هذا النموذج، لا يكون للمودعين أي تأثير على اختيار مجلس الإدارة، أو تحديد استراتيجيات التشغيل، أو أنواع المخاطر التي يتحملها البنك، على الرغم من أنه مصدر التمويل الأساسي للبنك.
وفي المقابل، يهيمن المساهمون على عملية صنع القرار في البنوك التجارية، ولا يساهمون إلا بجزء صغير من التمويل. هذه المجموعة مقسم في زيادة ربحية البنك لزيادة الإيرادات سواء كان ذلك يثقل البنك بمخاطر استثمارية إضافية أو يفرض عمولات أعلى على العملاء.
في الواقع، يقول البعض إن الثغرة تكمن في الأزمات المصرفية الكبرى مثل تلك التي شهدتها قبرص. أيسلندا ولبنان. وفي هذه الأزمات، سارع أصحاب البنوك إلى تحويل المخاطر إلى المودعين من أجل تحقيق المكاسب والأرباح لصالحهم كمساهمين. ونتيجة لذلك، تحمل المودعون جزءاً كبيراً من الخسائر، حتى لو لم يكونوا نشطين يشارك الإشراف على الأنشطة المصرفية الاستثمارية والتجارية أو تحديد الخطط المالية.
ومن ناحية أخرى فإن التعاونيات المالية هي مصدر الأموال، أي أنه لا يوجد تمييز بين المدخرين وأصحاب الشركات. المالكون الحقيقيون للشركة هم أصحاب الودائع. ولذلك، مثل التعاونيات في القطاعات الأخرى، المودعين وباعتبارهم أعضاء في التعاونيات المالية، فلهم الحق في التصويت والمشاركة في صنع القرار والإشراف.
يؤدي هذا النهج بطبيعة الحال إلى تحديد أولويات الشركة ومجلس إدارتها يقلل وكما نرى في بعض البنوك التجارية فإن المخاطر المحيطة بأموال المدخرين وتخفيض العمولات التي يتحملونها، مقابل السعي وراء الأرباح وزيادة المخاطر لصالح المساهمين. لذلك، يصف الكثيرون النموذج التعاوني بأنه أداة من أدوات الاقتصاد التشاركي ديمقراطي اقتصاد.
لكل هذه الأسباب، دراسات ويشير ذلك إلى أن التعاونيات المالية أقل تعرضا لمخاطر الأزمات الاقتصادية الكبرى، مثل أزمة 2007 والتحديات الأخيرة التي واجهتها بعض البنوك الغربية. إن التزام التعاونيات المالية بالهدف الأساسي المتمثل في الحد من مخاطر الاستثمار، بدلا من مجرد السعي لتحقيق الربح للمساهمين، يجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المالية المفاجئة وغير المتوقعة.
وتشير الدراسات إلى أن التعاونيات المالية في المتوسط مصاريف عمولات أقل للمدخرين (أي الأعضاء في هذه الحالة) مقارنة بالعمولات التي تفرضها البنوك التجارية.