الشركات السعودية متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة تشهد نمواً بنسبة 16% في الإقراض في الربع الأول

الرياض: تستعد البنوك السعودية لزيادة كبيرة في هوامش الربح في أوائل عام 2025، مدفوعة بالتخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة التي من المتوقع أن تضعها في وضع إيجابي ضد دول الخليج.

وسلط تقرير حديث صادر عن بلومبرج إنتليجنس الضوء على قوة المؤسسات المالية في المملكة، مشيراً إلى أنها تتمتع بتقييمات أعلى ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انخفاض تعرضها للأسواق المتقلبة.

إن نفوذهم المحافظ لا يضعهم في موقع إيجابي فحسب، بل يسمح أيضًا بزيادة استراتيجية في الأرباح مع انخفاض أسعار الفائدة.

كما أن إدارتها الفعالة للمشهد الضريبي تعمل على تحسين قدرتها التنافسية مقارنة بدول الخليج الأخرى.

بالإضافة إلى هذه العوامل، تشير الحصة الكبيرة للمملكة العربية السعودية من مشاريع البناء قيد الإنشاء البالغة قيمتها 2 تريليون دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تمثل 34% من الإجمالي، إلى أن البنوك في البلاد ستحتاج إلى الوصول إلى المزيد من الأموال لدعم مجموعة متنوعة من المشاريع. . المشاريع الجارية.

سبتمبر. وفي أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم 18، خفضت البنوك المركزية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، في حين خفضت قطر أسعار الودائع والقروض والريبو بمقدار 55 نقطة أساس.

ويمثل هذا التغيير تحولا في السياسة النقدية الأمريكية بعد عامين من رفع أسعار الفائدة بهدف كبح التضخم.

عادة ما تقوم البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، بمواءمة سياساتها مع البنك المركزي بسبب ربط عملاتها بالدولار الأمريكي.

وتوقع المحللون في التقرير أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي تخفيضاته في أسعار الفائدة، بدءاً بخفض بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، يليه خفض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعين. وهذا من شأنه أن يقلل المجموع بمقدار 100 نقطة أساس.

ومن المتوقع أن يدعم خفض أسعار الفائدة خطط رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ويؤدي إلى تسريع الأنشطة غير النفطية. تستفيد الشركات في القطاعات كثيفة رأس المال مثل العقارات والبناء والبنية التحتية من الائتمان الرخيص، مما يسهل التوسع وفرص الاستثمار الأكثر قوة.

تأثير أسعار النفط والإنفاق الحكومي

ويتأثر تقييم البنوك الخليجية بعدة عوامل رئيسية، لا سيما أسعار النفط والتكاليف الإقليمية، بحسب التقرير. ويعد متوسط ​​سعر 80 دولارًا للبرميل ضروريًا للحفاظ على السيولة في القطاع المصرفي الخليجي، لأنه يدعم الاستقرار الاقتصادي والسيولة اللازمة للعمليات المصرفية.

بالنسبة للمملكة العربية السعودية، هناك حاجة إلى سعر نفط يبلغ 108 دولارات للبرميل لتحقيق توازن الميزانية، وهو ما يرجع إلى الزيادة الكبيرة في الإنفاق العام، الذي سيزيد بمقدار 111 مليار دولار من عام 2016 إلى عام 2023. وبضم استثمارات صناديق الثروة السيادية في المشاريع المحلية، ارتفع إجمالي الإنفاق بمقدار 148 مليار دولار.

READ  في عام 2022 ، تم اختيار سبعة من علماء يوسيكوكو للأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم

وترتبط هذه الزيادة في الإنفاق بمبادرات حكومية مختلفة تهدف إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. تكشف بيانات ميد الصادرة في شهر يوليو، باستثناء المشاريع المتعلقة بالطاقة، أن المملكة العربية السعودية تقود الطريق بقيمة مشاريع تبلغ 680 مليار دولار ضمن مشروع إنشاءات بقيمة 2 تريليون دولار من المقرر أن يتم تنفيذه على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ومن المتوقع أن يشهد صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، الذي تبلغ قيمته 925 مليار دولار، نمواً في الأصول بنسبة 29 في المائة لتصل إلى 2.87 تريليون ريال سعودي (765.2 مليار دولار) في عام 2023.

ويعزى هذا النمو إلى زيادة التركيز على الاستثمارات المحلية. وارتفعت مخصصات البنية التحتية المحلية والتطوير العقاري بنسبة 15 في المائة على أساس سنوي إلى 233 مليار ريال، في حين ارتفعت الاستثمارات الأجنبية بنسبة 14 في المائة إلى 586 مليار ريال.

وفي الوقت نفسه، أدخلت الحكومة السعودية قوانين وإصلاحات جديدة لتحفيز الاستثمار المحلي وتفويضه، بما يتماشى مع مبادرة رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد القائم على النفط.

وقد تحتاج البنوك إلى نحو 400 مليار دولار لتمويل 60% من هذا الخط، مع استثمار متوقع بحوالي 680 مليار دولار في مشاريع البناء على مدى السنوات الخمس المقبلة.

تنمية التمويل

وفقًا لتقرير بلومبرج إنتليجنس، أصدرت البنوك السعودية قروضًا بقيمة 13 مليار دولار حتى أغسطس، منها 6 مليارات دولار جاءت من مصادر أخرى غير شهادات إيداع البنك الوطني السعودي الصادرة في سنغافورة. ويتجاوز هذا المبلغ 11 مليار دولار قيمة القروض التي قدمتها البنوك الإماراتية خلال نفس الفترة.

ومن المتوقع أن يصل إجمالي الإصدارات الائتمانية للبنوك السعودية إلى ما لا يقل عن 15 مليار دولار سنوياً، مدعومة باستراتيجية تمويل متنوعة تتراوح بين 15 في المائة من إجمالي التمويل.

وكانت آخر مرة تفوقت فيها البنوك السعودية على البنوك الإماراتية في الإقراض في عام 2022، مدفوعة بشح السيولة وزيادة الطلب على رأس المال، خاصة من قطاع الرهن العقاري.

وأشارت وكالة بلومبرج إنتليجنس إلى أن عروض القروض المقدمة من البنوك السعودية أعلى بمقدار 3.7 مرة من تلك الموجودة في الإمارات العربية المتحدة. ويشير هذا إلى ثقة المستثمرين القوية والسيولة الكافية في السوق، مما يساعد البنوك السعودية في الحصول على رأس المال اللازم للتوسع مع تقدم الدولة في مبادرات رؤية 2030.

READ  العواصف الرملية هي كارثة عالمية شائعة تتفاقم بسبب الانهيارات الأرضية

ومع ذلك، أشار التقرير إلى التحدي المتمثل في أن البنوك السعودية تتعامل مع عدم تطابق في العملة بقيمة 4 مليارات دولار، مما يعني أنها ربما تكون قد اقترضت بعملة واحدة أثناء إدارة الأصول أو الإيرادات بعملة أخرى، مما يعرضها لمخاطر مالية من تقلب أسعار الصرف.

كما أدت المنافسة المتزايدة بين البنوك السعودية إلى تضييق هوامش الفائدة على قروض الشركات، مما يجعل من الصعب فرض أسعار فائدة أعلى. وفي حين أن انخفاض أسعار الفائدة قد يؤدي إلى تحسين هذه الفوارق، فإن ارتفاع تكاليف الاقتراض يجبر البنوك على البحث عن استراتيجيات إضافية لزيادة ربحية قروض الشركات.

الانتقال إلى التمويل المستدام

وتعتمد البنوك السعودية في المقام الأول على التمويل الإجمالي من البنوك والمؤسسات المالية الأخرى؛ إلا أن هذا المصدر يعتبر غير موثوق بالنسبة للالتزامات طويلة الأجل، خاصة تلك المقومة بالعملات الأجنبية.

وبالتالي، يؤكد التقرير على الحاجة الملحة إلى حصول البنوك السعودية على خيارات تمويل أكثر استدامة وطويلة الأجل لدعم عملياتها ونموها.

وبحسب وكالة بلومبرج إنتليجنس، انخفضت حصة إجمالي الأموال في الميزانيات العمومية للبنوك السعودية من 15 في المائة في الربع الرابع من عام 2023 إلى 14 في المائة في يونيو، مما يعكس كيفية إدارة البنوك لاحتياجات السيولة وتقليل اعتمادها على المدى القصير. الائتمان بين البنوك.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت البنوك الإماراتية دعم السيولة للبنوك السعودية من خلال الودائع التي تحمل فائدة، مما يدل على التعاون المالي عبر الحدود.

وبينما تشكل القروض غير المضمونة 3% فقط من أصول البنوك، فقد ارتفع الرقم بسبب الإقراض القياسي هذا العام. ويشير هذا إلى أنه بينما تحاول البنوك السعودية توسيع ملفاتها الائتمانية، فإن جزءًا كبيرًا من تمويلها يظل آمنًا.

كما يمثل رأس المال من المستوى الأول 2% من الميزانية العمومية، وهو ما يمثل وضع رأس المال الثابت بالنسبة إلى إجمالي الأصول. ومن الجدير بالذكر أن مصرف الراجحي ومصرف الإنماء قد حصلا على مبالغ كبيرة من الودائع لأجل من بنوك أخرى، مما يشير إلى وجود تباين في المبالغ التي يمكنهما تأمينها مع مرور الوقت على الرغم من الانخراط في التمويل بالجملة.

جودة الأصول والربحية

وتحافظ البنوك السعودية على جودة أصول مستقرة، حيث ارتفع المستوى الأول أو القروض الجيدة إلى 93.4 في المائة في النصف الأول من العام، ارتفاعًا من 92.8 في المائة في عام 2023. ويرجع هذا التحسن إلى قوة القروض الجديدة.

READ  أهمية الخليج العربي تتزايد

وأشار التقرير إلى أن عمليات الشطب والمبالغ المستردة ارتفعت إلى 6 مليارات ريال سعودي في الربع الرابع، مما أدى إلى انخفاض المستوى الثالث أو القروض المعدومة إلى 1.6 في المائة فقط.

وللتخفيف من المخاطر المحتملة، تعمل البنوك على تعزيز مخصصاتها الوقائية، مع زيادة تغطية قروض المستوى الأول إلى 45 نقطة أساس. وتحسنت تكلفة المخاطر بمقدار 34 نقطة أساس في الربع الثاني، متجاوزة التوقعات. ومع ذلك، فمن الممكن أن يرتفع في وقت لاحق من العام إذا تعثرت اتجاهات التعافي.

وفي المقابل، من المرجح أن تواجه البنوك الإماراتية، التي تمتعت بزيادة كبيرة في الأرباح العام الماضي، زيادة في تكلفة المخاطر لديها مع تكيفها مع الهيكل الضريبي الجديد للشركات، مع محاولتها الحفاظ على مستويات أدائها.

ويفرض فرض ضريبة بنسبة 9 في المائة، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 15 في المائة بحلول عام 2025، تحديات على هذه البنوك، إلى جانب احتمال زيادة متطلبات المخصصات في المستقبل.

ومن ناحية أخرى، تخضع البنوك السعودية بالفعل لضريبة زكاة بنسبة 10 في المائة، لكنها تعمل برافعة مالية أقل مقارنة بنظيراتها في الإمارات العربية المتحدة. وهذا يقلل من الوضع المواتي للبنوك السعودية لزيادة عائدها على الأسهم إذا انخفضت أسعار الفائدة.

وعلى الرغم من أن البنوك الإماراتية تمكنت من تخفيف تأثير ضريبة الشركات في نتائجها المالية للربع الثاني، إلا أن هوامشها تتعرض لضغوط، مما يثير المخاوف بشأن قدراتها على استرداد القروض، مما قد يؤثر على نسب القروض المعدومة.

ووفقا لبلومبرج إنتليجنس، من المتوقع أن تحافظ البنوك القطرية على هوامش مستقرة نسبيا، لكن تعرضها للقطاع العقاري يشكل خطرا على جودة الأصول. وسيكون انتعاش القطاع بمثابة حافز مهم لتحسين الاستقرار والكفاءة بشكل عام.

وأعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في أغسطس أن البيئة التشغيلية للبنوك السعودية مواتية، مما منحها تصنيف PPP+، وهو الأعلى بين القطاعات المصرفية في دول مجلس التعاون الخليجي.

وهذه النتيجة أعلى بخطوة واحدة من تصنيفات أقرب نظرائها في الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت وتمثل أعلى درجة تمنحها فيتش على الإطلاق للقطاعات المصرفية في الأسواق الناشئة على مستوى العالم.

وتتوقع فيتش أن تستمر البنوك السعودية في النمو بمعدل ضعف متوسط ​​دول مجلس التعاون الخليجي، مع نمو التمويل بنسبة 12 في المائة في عام 2024، مقارنة بـ 11 في المائة في عام 2023.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here