الرياض: كشفت دراسة استقصائية أن تأشيرة الإقامة المميزة الجديدة غذت الطلب على ملكية المنازل بين المغتربين المقيمين في السعودية، حيث يتطلع 77 بالمائة الآن لشراء عقار.
استطلعت شركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك آراء 241 وافدًا في المملكة العربية السعودية، ووجدت أن الدافع الأساسي لشراء العقارات في المملكة، خاصة بين جيل الألفية، هو أنها تعتبر استثمارًا جيدًا.
الرغبة في القرب من العمل والعوامل الثقافية أو الدينية تتبعها عن كثب.
وتشير نتائج المسح إلى تفضيل المغتربين للشقق الجاهزة على الفيلات، وقد تكون هناك حاجة إلى 863 مليون دولار من الموظفين الإداريين لعقارات مشروع جيجا، واهتمام كبير بالمساكن ذات العلامات التجارية ذات الدخل المرتفع.
تهدف تأشيرة الإقامة المميزة التي تم طرحها حديثًا إلى تلبية متطلبات معينة مرتبطة بملكية العقارات، ومع ذلك، أشار الاستطلاع إلى أن 9% فقط من المشاركين على استعداد لإنفاق أكثر من 3.5 مليون ريال سعودي (930 ألف دولار)، في حين تم تحديد حد التأشيرة عند 4 ريال سعودي. مليون.
في حين أن معظم المشاركين يشعرون بالارتياح تجاه ما يصل إلى 1.5 مليون ريال سعودي للعقارات في المملكة العربية السعودية، فإن نسبة كبيرة منهم لا يريدون أن يتجاوز 750,000 ريال سعودي.
بالإضافة إلى ذلك، يتراوح متوسط أسعار العقارات في الرياض وجدة من 800.000 ريال سعودي إلى 2.7 مليون ريال سعودي، مما يشكل قيودًا إضافية على هذه المجموعة.
وتؤكد نتائج الاستطلاع وجود ميل كبير للاستثمار بين جيل الألفية، حيث خصص 22% ميزانيات تزيد عن 2.5 مليون ريال سعودي، في حين حصلت المغتربات على أعلى مخصصات الميزانية التي تتجاوز 3.5 مليون ريال سعودي.
وبلغ إجمالي الميزانية بين 241 أجنبيًا شملهم الاستطلاع 318.3 مليون ريال سعودي.
وبحسب نايت فرانك، فإن الحاجة الملحة ليست فورية، حيث تشير نتائج الاستطلاع إلى أن 26 في المائة فقط يعتزمون الشراء هذا العام، بينما يعتزم 44 في المائة الشراء خلال الأشهر الـ 24 الأولى من العام المقبل.
وبحسب الشركة، فإن هذا النهج الحذر قد يكون مسؤولاً عن الارتفاع الكبير في أسعار المساكن خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث وصل سعر الشقق في الرياض إلى 5,150 ريالاً للمتر المربع. وأسعار الفلل تبدأ من 4,900 ريال للمتر المربع.
وتدعم هذه الزيادة في الطلب برامج الرهن العقاري، مدفوعة بهدف الحكومة المتمثل في تحقيق معدل ملكية المنازل بنسبة 70 في المائة بحلول عام 2030. ومع ذلك، أدى الطلب المتزايد إلى تحديات القدرة على تحمل التكاليف، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 16 بالمائة في إجمالي نشاط المعاملات العام الماضي، وفقًا لـ Knight Frank.
وتؤكد الشركة على التأثير الكبير لرؤية المملكة 2030 في جعل الرياض الخيار الأفضل لشراء العقارات، وخاصة بين جيل الألفية. وهذا ما يفسر جاذبية المدينة كوجهة جاذبة للسياحة والترفيه، نظراً للمواسم الترفيهية المتنوعة والفعاليات الثقافية والرياضية والفنية التي تنظمها السلطات.
وفي الاستطلاع، برزت جدة كثاني أكثر المدن المفضلة لشراء العقارات، تليها الدمام والمدينة المنورة.
وكشف الاستطلاع عن تحول كبير في تفضيلات المغتربين، حيث أعرب 68% عن تفضيلهم لامتلاك شقة أكثر من فيلا. وأضافت الشركة أن هذا التفضيل قوي بشكل خاص بين الفئة العمرية 35-45 و45-55 عامًا.
بالإضافة إلى ذلك، يختلف الاختيار بين الشقق والفلل حسب مستويات الدخل. على سبيل المثال، 92% من الوافدين الذين يكسبون أكثر من 40 ألف ريال سعودي شهرياً يفضلون الفلل، في حين أن 60% من أولئك الذين يتراوح دخلهم بين 30 ألف ريال سعودي و40 ألف ريال شهرياً ينجذبون نحو المنازل المستقلة.
إن حقيقة أن أصحاب الدخل المرتفع على استعداد لإنفاق المزيد على الإسكان ذو المخطط الضخم ستكون أخبارًا مرحب بها للمطورين، ولكن خلاصة القول هي توفير ميزات ووسائل راحة اجتماعية فريدة تتجاوز ذلك.
محمد عيتاني، شريك نايت فرانك ورئيس مبيعات وتسويق المشاريع السكنية
وقالت غالبية المشاركين في الاستطلاع إن التحول من الفلل إلى الشقق يمكن أن يتأثر بعوامل مثل التكلفة المرتفعة المرتبطة بالفلل، واعتبارات القدرة على تحمل التكاليف والتفضيلات الثقافية المختلفة مقارنة بالمواطنين السعوديين.
وتتجلى جاذبية الشقق بشكل أكبر في حقيقة أن 53% من المغتربين الذين شملهم الاستطلاع أعربوا عن رغبتهم في امتلاك شقة مكونة من غرفتي نوم أو ثلاث غرف نوم. قد يكون هذا التحيز بسبب صغر حجم الأسرة الموجود عادة بين المغتربين مقارنة بالمواطنين السعوديين.
وأظهرت نايت فرانك أن 63% من المشاركين يفضلون شراء العقارات المكتملة، في حين أن 26% مهتمون بالشراء على الخارطة. وقد يكون لهذا الخيار آثار على المطورين أثناء تعاملهم مع مشاريع التطوير السكنية التي تضم 660 ألف وحدة سكنية في المملكة العربية السعودية على مدى السنوات الست المقبلة.
مشتري العقارات الأجانب على استعداد لدفع متوسط رسوم الخدمة السنوية بنسبة 5.9 في المئة من قيمة العقار.
ووفقاً لنايت فرانك، فإن الطلب على المجتمعات السكنية يتزايد مع تزايد عدد المغتربين الغربيين الذين يبحثون عن أسلوب حياة يلبي توقعاتهم.
وأشارت الشركة إلى أن هذه المجتمعات المسورة، والمعروفة بوسائل الراحة مثل حمامات السباحة والمقاهي ومراكز اللياقة البدنية، توفر نوعية حياة عالية الجودة.
وتتميز المجمعات الغربية بكبر حجمها، وخدماتها الممتازة، ومرافقها الواسعة، وأمنها المتفوق، والتي تقدم عادة للمغتربين الغربيين.
وفي المقابل، فإن المجمعات غير الغربية أصغر حجما، وأقل تجهيزا، ويشغلها في المقام الأول المغتربون العرب والآسيويون.
ووجد استطلاع نايت فرانك للمغتربين جاذبية كبيرة للمجمعات السكنية، حيث أعرب 75% عن اهتمامهم، وارتفعت هذه النسبة إلى 77% بين جيل الألفية.
وترتبط هذه الفائدة، بحسب الشركة، ارتباطا وثيقا بالدخل، إذ ترتفع نسبتها إلى 94 في المائة بين من يتجاوز دخلهم 40 ألف ريال شهريا. وترتفع هذه النسبة بين الوافدين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً إلى 85%، وتبدي النساء اهتماماً مرتفعاً بشكل خاص مقارنة بالرجال.
وبحسب التقرير، فإن هناك 131 مجمعاً سكنياً في الرياض، 38 مصنفاً على أنها غربية، و93 على أنها غير غربية. من ناحية أخرى، يوجد في جدة 98 مجمع بوابة، منها 19 غربية و79 غير غربية.
تعد الأساسيات الموجودة في الموقع مثل محلات السوبر ماركت والعيادات، وخدمات الإدارة بما في ذلك الصيانة والأمن، ومرافق النقل مثل تخزين الدراجات ومواقف السيارات، من بين أهم ثلاث ميزات مطلوبة في المجتمع السكني.
وفقًا لنايت فرانك، برز مشروع نيوم باعتباره المشروع الجيجا الأكثر شعبية بين المغتربين. ومع ذلك، فإن التناقضات بين ميزانياتهم والتكاليف المتوقعة للمشروع تسببت في حدوث قيود. ومع ذلك، أعربت نسبة كبيرة من المشاركين، وخاصة جيل الألفية، عن استعدادهم لإعادة النظر في ميزانيتهم للإقامة في نيوم.
وقال محمد عيتاني، شريك نايت فرانك ورئيس مبيعات وتسويق المشاريع السكنية: “يحرص المغتربون من ذوي الدخل المرتفع على امتلاك العقارات في مشاريع جيجا، وأصحاب الدخل المرتفع على استعداد لإنفاق المزيد على منازل مشاريع جيجا. نرحب بالأخبار بالنسبة للمطورين، ولكن المفتاح هو توفير ميزات ووسائل راحة اجتماعية فريدة تتجاوز ذلك.
ويبلغ متوسط ميزانية مشاريع جيجا بين الأجانب 2.7 مليون ريال سعودي، وهو أعلى من المتوسط البالغ 1.7 مليون ريال سعودي في أماكن أخرى في المملكة. وهذا يجعل إجمالي القدرة الشرائية للمغتربين الذين شملهم الاستطلاع في السعودية يبلغ حوالي 152 مليون دولار. وبافتراض أن عدد العمال الإداريين في المملكة يبلغ 1.2 مليون، فإن رأس المال المحتمل للمسحوق الجاف يقدر بنحو 863 مليون دولار.
وكما أشار المشاركون، فإن العوامل الرئيسية لامتلاك منزل في أي من مخططات جيجا هي الحدائق والمساحات الخضراء والترفيه العائلي. تستثمر رؤية المملكة العربية السعودية المستقبلية 2030 بشكل وثيق في الترفيه والمتنزهات والمناخ ذات المستوى العالمي. تحدد هذه العوامل التصورات الرئيسية لدى الأجانب حول ملكية المنازل في مشاريع جيجا.
ومع ذلك، أكد المغتربون أن خيارات التمويل من البنوك المحلية تؤثر بشكل كبير على قرارهم، وخاصة الفرق بين ميزانيات المغتربين وأسعار السوق الحالية للشقق ذات العلامات التجارية، وهو أكثر مما يستطيعون تحمله.
ووفقاً لنايت فرانك، فإن الشعبية المتزايدة للمساكن ذات العلامات التجارية في المملكة العربية السعودية تمثل فرصة مربحة للمطورين، نظراً للطلب القوي من الأفراد العالميين من ذوي الثروات العالية والمغتربين.
ومع استعداد 55% من المغتربين لإنفاق ما يصل إلى 1.5 مليون ريال سعودي، هناك إمكانية للمطورين لتقديم منتجات ذات علامات تجارية في محافظهم السكنية.
وخلصت الشركة إلى أن تقديم خيارات المشاركة بالوقت والشراكة مع البنوك المحلية لتقديم القروض العقارية من شأنه أن يزيد من تحفيز الطلب.