مصر: الاستثمار الأجنبي للتغلب على النقص الحاد في العملة
وبحسب تقرير للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، تلقت مصر نحو 107 مليارات دولار من مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في 2022، بما يمثل 54% من إجمالي الاستثمارات في المنطقة العربية. تنبع هذه الأرقام من سلسلة من السياسات الشاملة التي اتبعتها حكومة السيسي لمعالجة أزمة السيولة الحالية في مصر.
وكما هو معترف به على نطاق واسع، فقد عانت مصر منذ فترة طويلة من تحديات متزايدة في خدمة ديونها الخارجية بسبب محدودية تدفقات العملات الأجنبية إلى نظامها المالي. وفي أواخر عام 2023، التزامات ديون مصر الفورية تقييمها نحو 3.86 مليار دولار، وبلغت الالتزامات طويلة الأجل 11.38 مليار دولار.
ومن بين هذه الالتزامات، تم تخصيص ما يقرب من 2.95 مليار دولار للمدفوعات لصندوق النقد الدولي، في حين أن 1.58 مليار دولار مستحق لحاملي السندات الأجانب. ويشكل هذا الوضع معضلة كبيرة، خاصة في ظل الصعوبات التي تواجه إعادة التفاوض بشأن هذه القروض في ظل غياب السيولة الكافية ضمن موارد الحكومة المصرية.
وعلى هذه الخلفية، تعتمد إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر لضخ العملات الأجنبية الأساسية في النظام المالي المصري. بهذه الطريقة، قمة المناخ العالمية وفي دور رئيسي عقده في شرم الشيخ، كان السيسي يهدف إلى جعل مصر مركزًا استثماريًا رئيسيًا في قطاع الطاقة المتجددة.
وبهدف جذب تدفقات رؤوس الأموال الخليجية، تركز الحكومة المصرية بشكل استراتيجي على خصخصة جزء من الشركات المملوكة للدولة في مختلف القطاعات الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، تسعى إلى الحصول على إمكانات استثمارية كبيرة في القطاع العقاري، كما يتضح من الربع الأول من عام 2023. تقدير حوالي 309.9 مليار دولار. يلقي هذا المنظور الضوء على مجموعة متنوعة من المزايا والامتيازات متاح إلى جانب إجراءات تخفيف القيود على ملكية الأجانب من قبل الحكومة المصرية لشركات التطوير العقاري وشركات المقاولات.
إن إلقاء نظرة فاحصة على إحصاءات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر يؤكد العلاقة بين هذه الاستراتيجية الحكومية والطفرة في النشاط الاستثماري التي شهدتها البلاد. والجدير بالذكر أن جزءًا كبيرًا من هذه الاستثمارات لقد تكون توقيع 15 اتفاقية بين القاهرة وكبرى الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء. كما أن 20% من الاستثمار الأجنبي المباشر يأتي من تصفية الأصول والشركات الحكومية.
ويقدم قطاع العقارات مساهمة كبيرة، حيث يمثل 9% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر، في حين يأتي 29% من تأسيس شركات مبتكرة. يتم تشجيع إنشاء شركات جديدة من خلال الحوافز والتسهيلات الضريبية الجديدة مفعل من قبل الحكومة المصرية كجزء من حملتها الشاملة لجذب المستثمرين الأجانب.
لا يزال التنبؤ بمسار الأزمة المالية المصرية غير مؤكد، مما يعكس التحدي المتمثل في التأكد من فعالية السياسات المتبعة في ظل نظام السيسي. ومع ذلك، قطعت مصر خطوات كبيرة في قطاع الطاقة، لا سيما من خلال تأمين استثمارات جديدة ومبادرات المشاريع.
ومع ذلك، أعرب العديد من علماء المصريات مخاوف حول الآثار المترتبة على توسيع مبيعات الأصول العامة وتصفية استثمارات القطاع العام. مثل هذه الإجراءات في خضم الأزمة المالية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض قيمة المعاملات. ويقول هؤلاء الخبراء إنه على الرغم من أن مثل هذه الجهود قد توفر احتياطيات فورية من العملات الأجنبية، إلا أنها تفتقر إلى الاستدامة اللازمة لمعالجة الأزمة النقدية الأساسية على المدى الطويل.