الرياض: صعدت المملكة العربية السعودية تسعة مراكز لتحتل المرتبة 41 في مؤشر السياحة العالمي – وهو ما يمثل أكبر تحسن في منطقة الخليج – وذلك بفضل بنيتها التحتية القوية ووجود الشركات ومراكز الأعمال الرئيسية.
ووفقاً لتقرير مؤشر نمو السفر والسياحة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، سجلت المملكة العربية السعودية أهم نمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2019.
يقيس مؤشر TTDI الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يغطي 119 اقتصادًا، مجموعة من العوامل والسياسات التي تتيح التنمية المستدامة والمرنة لقطاع السياحة والسفر، مما يساهم في تنمية أي بلد.
ويسلط التقرير الضوء على أن قطاع السياحة في الاقتصادات ذات الدخل المرتفع في المنطقة، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، يستفيد من عدد من العوامل. وتشمل هذه البنية التحتية عالية الجودة مثل مراكز الطيران الرئيسية ووجود شركات الطيران الرائدة والشركات الكبرى ومراكز الأعمال الهامة، مما يتيح عمليات السفر وبيئة أعمال مواتية.
“تنعكس هذه الجهود جزئيًا في الزيادة الحكومية الواسعة في إنفاق T&T كحصة من الميزانيات، وتخفيف متطلبات التأشيرة، وإنشاء وتطوير الموارد الثقافية، وأعلى متوسط إقليمي للإنفاق الرأسمالي على T&T لكل موظف في المؤشر”. تمت إضافة التقرير.
وفي المؤشر، تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة 18 على مستوى المنطقة بشكل عام وفي منطقة الشرق الأوسط الفرعية. وفي الوقت نفسه، كشف التقرير أن مصر، التي احتلت المرتبة 61، تبرز كأعلى دولة في منطقة شمال أفريقيا.
وتحتل الولايات المتحدة وإسبانيا واليابان المراكز الثلاثة الأولى، دون تغيير عن عام 2019. وفي الوقت نفسه، صعدت فرنسا وأستراليا مرتبتين لكل منهما منذ عام 2019 إلى المركزين الرابع والخامس. وتتواجد ألمانيا والمملكة المتحدة ضمن المراكز العشرة الأولى، لكن مع انخفاض طفيف إلى المركزين السادس والسابع في عام 2024 مقارنة بعام 2019. وتحتل الصين وإيطاليا وسويسرا المراكز الثلاثة المتبقية في المراكز العشرة الأولى.
تظهر نتائج المنتدى الاقتصادي العالمي أن أنشطة السفر والسياحة في الاقتصادات النامية في المنطقة غالبًا ما تواجه تحديات، بما في ذلك بيئات الأعمال الأقل جاذبية، ومخاوف السلامة والأمن، والفجوات في البنية التحتية الضرورية للنقل والسياحة.
كما نفذت العديد من دول المنطقة سياسات واستثمرت موارد كبيرة لتطوير قطاع السياحة والسفر. وقال التقرير إن المبادرة تهدف إلى تنويع اقتصاداتها وتقليل الاعتماد على قطاع النفط والغاز.
من المقرر أن تطلق المملكة العربية السعودية استراتيجية سياحية جديدة في وقت لاحق من هذا العام، لتعزيز الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السلسة، حسبما صرحت جلوريا جيفارا مانسو، كبيرة المستشارين الخاصين لوزارة السياحة، لصحيفة عرب نيوز على هامش منتدى مستقبل الطيران.
وأضاف أن المشروع يهدف إلى تعزيز أصول المملكة الثقافية والتاريخية والضيافة.
وفي عام 2023، تجاوزت صناعة السفر في المملكة العربية السعودية التوقعات، مما دفعها إلى تغيير أهداف رؤية 2030 من 100 مليون إلى 150 مليون بحلول عام 2030.
بالإضافة إلى ذلك، أدخلت المملكة تغييرات تنظيمية مثل تأشيرة “المستثمر الزائر” وتوسيع خدمة التأشيرات المتكاملة لدول مجلس التعاون الخليجي، مما أدى إلى جذب المزيد من الزوار والمستثمرين الدوليين.
وتعتبر المشاريع الرئيسية مثل نيوم وطيران الرياض ومشروع البحر الأحمر محورية في هذه الجهود، بهدف جعل السياحة مصدرًا مهمًا للدخل بحلول عام 2030.
وأشار المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن صناعة السياحة والسفر في المنطقة ستستفيد من تقليل قيود السفر والتجارة والقيام باستثمارات كبيرة في الاستدامة البيئية لدعم التحسينات المستقبلية في الموارد الطبيعية.
ومع ذلك، حذرت من أن التصعيد الأخير للصراعات الإقليمية وزيادة المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن يشكل خطرا خارجيا كبيرا على نمو السياحة في المستقبل.