تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان ، عززت تركيا علاقاتها مع الدول العربية. ويقول الخبراء إن إعادة انتخابه يوم الأحد ستدفع العلاقات التركية العربية إلى مستويات أعلى.
وفاز أردوغان الأحد الماضي بنسبة 52.16٪ من الأصوات. وقال علي بكير ، أستاذ العلاقات الدولية في مركز ابن خلدون بجامعة قطر ، لوكالة الأناضول “قبل الانتخابات التركية ، كان هناك طريق للتطبيع بين تركيا والدول العربية”. وقال بكير ان العلاقات التركية الخليجية “ستتركز على جوانب الاستثمار والتعاون في المجال العسكري والدفاعي اضافة الى السياحة والطاقة”. واضاف ان العلاقات التركية المصرية “ستشهد مستوى عاليا من التطبيع”. وأضاف بكير “بالإضافة إلى العلاقات الثنائية والتبادل التجاري والاستثماري ، ستتركز الجهود على شرق المتوسط وترسيم الحدود المحتمل ، بالإضافة إلى الأزمة الليبية”.
وقال “العلاقات مع ليبيا مستمرة بنفس الزخم. العلاقات التركية الجزائرية قد تتكثف مع التركيز على العلاقات الاقتصادية وقطاع الطاقة والاستثمار فيما سينصب التركيز على التجارة والأمن مع المغرب”. وبحسب باقر ، بالإضافة إلى المفاوضات مع تل أبيب حول إمكانية مد خط أنابيب غاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر قبرص وتركيا ، يسعى الجانب التركي إلى تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في حالة التوسع الإسرائيلي. وحول سوريا قال: “لا أعتقد أن الرئيس التركي سيلتقي بالرئيس السوري في أي وقت قريب”. وأضاف “أعتقد أن بشار الأسد سيُمنح خيار إحراز تقدم في ثلاثة أمور: محاربة الإرهاب ، وضمان العودة الآمنة للاجئين ، وإحراز تقدم في العملية السياسية ، أو القيام بعمل عسكري”. وبحسب المحلل ، سيتركز التعاون بين تركيا والدول العربية والمجتمع الدولي على تمويل بناء المدن لاستيعاب اللاجئين في المناطق المحررة من سوريا. وقال إن العلاقات التركية القطرية ستشهد المزيد من التحالفات في الأوقات المقبلة.
وقال طه عودة أوغلو ، محلل الشؤون التركية ، إن المرحلة المقبلة ستشهد “سياسة جديدة لتركيا مع الدول العربية”. وقال أوغلو في حديث لـ AA: “من الضروري أن يبني الاقتصاد التركي علاقات جيدة ، خاصة مع عدد كبير من الدول الإسلامية والخليجية”. وأضاف “لقد لاحظنا أن العلاقات التركية السعودية وصلت إلى مرحلة أفضل ، وهناك تقارير تفيد بأن الرئيس أردوغان سيزور السعودية بعد هذا الانتصار”. بالإضافة إلى ذلك ، قال أوغلو: “في مارس الماضي ، أودعت الرياض 5 مليارات دولار لصالح البنك المركزي التركي ، مما عزز ثقة المستثمرين الأجانب في تركيا”. كما أشار إلى اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها الإمارات مع تركيا في آذار الماضي ، موضحاً أن “العلاقات التركية الإماراتية وصلت إلى مستوى متقدم من خلال الاتفاقيات”.
ورأى أوغلو أن المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً في المصالحة التركية المصرية ، مضيفاً أن “البلدين مهمان للغاية في الشرق الأوسط”.
واضاف “بدءا من الوضع في سوريا والتطورات في السودان وليبيا والعراق نتوقع الجهود التركية العربية لحل المشاكل الشائكة في المنطقة بدءا بقيادة الحكومة الجديدة وأولوياتها”. وأشار أوغلو.
وقال الكاتب المصري ياسر عبد العزيز لـ “أ. أ.” “إن تركيا نفسها ستتجه نحو توثيق العلاقات مع دول الخليج ومصر في ضوء المصالح الاقتصادية المشتركة”. وأضاف عبد العزيز: “إن تطوير العلاقات بين أنقرة والقاهرة يفتح فرصًا كبيرة للجانبين”. وأوضح أن “كلام الرئيس أردوغان كان واضحا بأن العودة ستكون آمنة وكريمة. وهذا الموقف كان مدفوعا بسياق عودة سوريا إلى الجامعة العربية ومشاركتها في قمة جدة في 19 أيار / مايو”. واضاف الكاتب المصري ان العلاقات التركية السعودية “ستشهد مزيدا من التعاون في الفترة المقبلة خاصة على صعيد الاستثمارات”. وسلط الضوء على “أهمية وقوف دول الخليج إلى جانب تركيا بعد الدمار الذي خلفته زلزال 6 فبراير”.