لا ينبغي للبنان أن يعتمد على نوايا نتنياهو “الحسنة”.

لا ينبغي للبنان أن يعتمد على نوايا نتنياهو
الدخان يتصاعد من شمال غزة كما يبدو من إسرائيل، وسط الصراع بين إسرائيل وحماس. (رويترز)

وعلى الرغم من الحادثة الدموية التي شهدتها الغارة الإسرائيلية الأخيرة على غزة، إلا أن سلسلة قيادة حماس لا تفعل ذلك. وفي 2 تشرين الثاني/نوفمبر الذي يهدف إلى إقالة محمد ضيف، لا يزال هناك أمل في وقف مؤقت لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة. ويمكن أن يبدأ بمرحلة أولى من اتفاق تبادل الأسرى والرهائن بين الجانبين.
ولكن على خط المواجهة مع لبنان، يطرح السؤال التالي: ماذا عن الجهود الأميركية الفرنسية لإنهاء الحرب التي تشنها ميليشيا حزب الله الموالية لإيران ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية؟
يبقى هذا سؤالاً بلا إجابة، حيث يرفض الحزب الموالي لإيران بشكل قاطع النظر في أي شيء، خاصة وأن المقترحات التي يتداولها المبعوث الرئاسي الأمريكي عاموس هوشستين بين باريس وتل أبيب وبيروت منذ بعض الوقت قد اصطدمت بحائط من الطوب. مقترح أولي لوقف نهائي لإطلاق النار في غزة.
وهكذا تتلاشى الآمال بإنهاء هذه الحرب المصغرة التي بدأها حزب الله. وذلك لأن ما يطرح في غزة هو وقف إطلاق النار دون أي التزامات أخرى تجاه إسرائيل، ولا وقف نهائي لإطلاق النار، يتبعه انسحاب كامل من قطاع غزة.
إن المقترحات الأمريكية، المستندة إلى المقترحات الفرنسية والأمريكية السابقة التي تهدف إلى إقناع حزب الله بوقف التعزيز العسكري في جنوب لبنان، تظل مجرد كلمات في الوقت الحالي.
ومن الناحية العملية، كان اتفاق الأمم المتحدة المعدل يرتكز على انسحاب مقاتلي حزب الله وإخلاء المنطقة الواقعة بين الحدود الإسرائيلية ونهر الليطاني. وتتوافق هذه المقترحات مع قرار مجلس الأمن رقم 1701. وفي المقابل تحترم إسرائيل وقف إطلاق النار وتوقف انتهاكاتها للأجواء اللبنانية. وأخيرا، سيدخل الجانبان في مفاوضات تهدف إلى حل كافة الخلافات المتعلقة بترسيم الخط الأزرق المؤقت الذي أقيم عام 2000 بين لبنان وإسرائيل.
لكن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا يلبي شروط حزب الله، لأنه لا يعني بالضرورة نهاية الحرب. فهل يعني ذلك أن حزب الله سيرد على وقف إطلاق النار في غزة بوقف إطلاق النار في لبنان؟ وإلا كيف يمكن للجانب الإسرائيلي أن يتفاوض على وقف إطلاق النار مع لبنان؟ وأيضاً، هل من الواقعي محاولة بناء استدامة طويلة المدى على هذا الأساس؟
ويرى بعض المراقبين أن إسرائيل يمكن أن تلعب بالورقة الدبلوماسية وتلقي باللوم على حزب الله في حرب مفتوحة، متهمة إياه بإشعال الجبهة.

ومن غير المؤكد على الإطلاق أن ينجح الوسطاء في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة في أي وقت قريب.

علي حمادة

ولا ينبغي لنا أن ننسى أن التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، والتي تفصل الوضع في غزة عن جنوب لبنان، تعكس التزاماً واضحاً بمواصلة الحرب ضد حزب الله إلى أن يتحقق أحد السيناريوهين التاليين: الأول، الحقيقة. تغييرات في جنوب لبنان وحزب الله يضطر للعودة إلى القرار 1701 والانسحاب من الحدود. أو ثانياً، تقبل إسرائيل الواقع الجديد المتمثل في سيطرة حزب الله على جنوب لبنان، وبالتالي إنهاء تنفيذ القرار رقم 1701 من خلال وضع نفسها على مسافة صفر من شمال إسرائيل.
وفي سيناريو آخر، يتوقف القتال عند انتهاء الحرب في غزة. ونجح الحزب الموالي لإيران في دفن القرار 1701 والتفاوض على ترسيم جديد للخط الأزرق تحت وطأة قصفه. ولسوء الحظ، فإن هذا يعني نهاية القرار 1701، وفشلت الفكرة الفرنسية والأميركية بتعديله، وأصبحت إيران الجارة المفتوحة لإسرائيل.
ومع ذلك، ليس من المؤكد على الإطلاق أن الوسطاء سينجحون في فرض وقف إطلاق النار في غزة في أي وقت قريب. مع انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر ومحاولة اغتيال دونالد ترامب التي تعقبها، يناور بنيامين نتنياهو لكسب الوقت في شبه القطب ضد الإدارة الأميركية.
وبالفعل، فإن الجدل الكارثي للرئيس جو بايدن والدعوات المتزايدة داخل المعسكر الديمقراطي له للانسحاب من السباق الرئاسي لصالح خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي لتدمير الحرب ضد حماس بشكل كامل.
ولابد من التذكير بأن يوم 24 تموز (يوليو)، موعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن، سيلقي فيه كلمة أمام الكونغرس الأميركي، حيث لا يتردد رئيس الوزراء الإسرائيلي في زيارة العاصمة الاتحادية. أزمة كبيرة لبايدن والجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي.
لذا، فإننا لا نعتقد أننا نستطيع الاعتماد على وقف إطلاق النار في غزة، ناهيك عن نوايا نتنياهو وجالانت تجاه حزب الله، الذي يتحدى بعناد سياسة سحب قمم الأشجار.

READ  استقالة رئيس الخدمة السرية بعد محاولة اغتيال ترامب

علي حمادة هو محرر صحفي في جريدة النهار في لبنان.
العاشر: @الينهار

إخلاء المسؤولية: الآراء التي عبر عنها الكتاب في هذا القسم خاصة بهم ولا تعكس بالضرورة آراء عرب نيوز.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here