وبدعوة من الرئيس شي جين بينغ، قام الرئيس الشيخ محمد بزيارة الدولة الأولى للصين في الفترة من 30 إلى 31 مايو، بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وخلال هذه الزيارة، دخل رئيسا البلدين العلاقات الصينية الإماراتية إلى عصر جديد وفتحا صفحة جديدة في علاقاتهما المتبادلة.

ودعي الشيخ محمد لحضور حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي يصادف الذكرى العشرين لتأسيس المنتدى. ويربط الاجتماع بين الماضي والمستقبل، ويركز على الوحدة والتعاون ويبحث عن سبل لتعزيز العلاقات بين الصين والمنطقة.

وحضر السيد شي والشيخ محمد وزعماء البحرين ومصر وتونس حفل الافتتاح وألقوا كلمات رئيسية. وأظهرت المشاركة رفيعة المستوى لدولة الإمارات مكانتها الخاصة كعضو رئيسي في الأسرة العربية في التعاون الصيني العربي المشترك.

وبالعودة إلى الوراء، نجد أن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دائمًا دورًا رئيسيًا في هذا الجهد. يعد المنتدى علامة ذهبية لتعزيز الحوار المشترك والتعاون العملي بين الصين والدول العربية. وبعد 20 عاما من التنمية، أصبحت أهم منصة لتعزيز تنمية العلاقات في القرن الجديد، ونموذجا ناجحا للتعاون بين الجنوب والجنوب يتمتع بتأثير عالمي مهم.

وللمساعدة في تحسين مستوى التعاون المشترك في مختلف المجالات، تشارك دولة الإمارات في جميع الآليات التسع عشرة، بما في ذلك المؤتمر الوزاري للمنتدى، واجتماع كبار المسؤولين، والحوار السياسي الاستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين.

ومن خلال التفاهم والدعم المتبادلين، تشرع الصين والدول العربية في رحلة تحقيق “الحلم الصيني” و”الحلم العربي”.

وفي يوليو 2018، أصبح بنك أبوظبي الأول عضوًا مؤسسًا في الاتحاد الصيني العربي بين البنوك. في أكتوبر الماضي، وعلى خلفية التصعيد المفاجئ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، انعقدت في دولة الإمارات العربية المتحدة الندوة العاشرة حول العلاقات الصينية العربية وحوار الحضارة الصينية العربية. وشددت الندوة على دعم مبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها شي، والتي ينبغي أن تحترم تنوع الحضارات، وتدعم الشمولية والتعلم المتبادل فيما بينها، وترسم مسارا لحل الصراعات من خلال الحوار.

وقال شي إن العلاقات الصينية الإماراتية تشكل سابقة للعلاقات بين بكين والدول العربية في عصر جديد. إن دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها دولة عربية تربطها علاقات واسعة وعميقة وفعالة للغاية مع الصين، تمتلك كافة نماذج التعاون المشترك في كافة المجالات. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول العربية التي وقعت على وثيقة تعاون “الحزام والطريق”. وقد لعب عدد من المشاريع الرئيسية مثل المنطقة التجريبية للتعاون في مجال الكفاءة الصناعية بين الصين والإمارات العربية المتحدة، ومحطة الحاويات الثانوية في ميناء خليفة، والسكك الحديدية المركزية، ومحطة حصيان للطاقة النظيفة التي تعمل بالفحم، دورا نموذجيا في تعزيز التنمية المتبادلة.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري للعالم العربي منذ عام 2021، بينما تعد الإمارات أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين وأكبر سوق تصدير في المنطقة. كما تعد الإمارات أكبر وجهة للاستثمارات الصينية في العالم العربي، حيث من المتوقع أن تتجاوز التدفقات الاستثمارية إلى الإمارات 1.7 مليار دولار بحلول عام 2023، وهو ما يمثل 60 في المائة من إجمالي استثمارات الصين في المنطقة العربية. ونمت استثمارات الإمارات في الصين بنسبة 120 بالمئة على أساس سنوي، وهو ما يمثل 90 بالمئة من الاستثمارات العربية.

READ  مركز أبوظبي للغة العربية يستضيف ندوة افتراضية حول اللغة العربية وأخواتها الساميات

وبالنظر إلى المستقبل، ستظل دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة مهمة في العلاقات الصينية العربية. وفي حفل افتتاح المؤتمر الوزاري للمنتدى، أعلن شي أن القمة الصينية العربية الثانية ستعقد في الصين عام 2026. كما أكد أن بكين مستعدة للعمل مع الجانب العربي ليكون أكثر ديناميكية وبناءة. إن النمط القائم على الابتكار، ونمط الاستثمار والتمويل واسع النطاق، ونمط التعاون في مجال الطاقة الأكثر ثلاثية الأبعاد، ونمط التفاعل الاقتصادي والتجاري الأكثر توازناً، ونمط التبادل الأوسع بين الناس والتبادل الثقافي هي “الثمانية الرئيسية المشتركة الإجراءات” للتعاون العملي. فهو يرسم الاتجاه ويرسم خارطة طريق لتنمية العلاقات الصينية العربية في المرحلة المقبلة، بما يؤدي إلى إنشاء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك.

وتحدث الشيخ محمد في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح عن مساهمة الصين المهمة في تعزيز الأنشطة المشتركة مع الإمارات العربية المتحدة تحت القيادة الحكيمة للسيد شي. وشدد على أنه يتعين على الصين والإمارات العمل معا لمواجهة التحديات المشتركة وفتح فرص واسعة للتعاون المشترك وتحقيق التطلعات المشتركة للشعبين وتقديم دعم قوي للتعاون المشترك.

ومن خلال التفاهم والدعم المتبادلين، تشرع الصين والدول العربية في رحلة تحقيق “الحلم الصيني” و”الحلم العربي”. ونحن على استعداد للعمل مع أصدقائنا في الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه الزعيمان، وتسريع بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك وعلاقات صينية عربية رفيعة المستوى، وتحقيق أرضية مشتركة. الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات والتنمية والنتائج الفعالة للتعاون الصيني العربي المشترك.

تم النشر: 14 يونيو 2024 الساعة 4:00 صباحًا

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here