ويقول الخبراء إن مبادرة السعودة تعيد تشكيل القوى العاملة وتحسن الرخاء الاقتصادي

الرياض: مبادرة السعودة في المملكة ليست مجرد سياسة، بل هي استراتيجية تحويلية تهدف إلى إعادة تشكيل القوى العاملة الوطنية وتحسين الرخاء الاقتصادي.

وتتطلب السياسة التي نفذتها وزارة العمل، والتي يشار إليها أيضًا باسم برنامج التوطين السعودي، في عام 2011، من الشركات السعودية توظيف حصة من مواطني بلادها.

ويركز جانب نطاق من المبادرة على زيادة نسبة المواطنين السعوديين العاملين في الشركات الخاصة وتضييق فجوة التوظيف مع القطاع العام.

ويتوافق هذا بشكل وثيق مع رؤية الحكومة 2030، التي تسعى إلى تمكين المواطنين وزيادة مشاركتهم في القطاع الخاص، وبالتالي تقليل الاعتماد على عائدات النفط وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.

وفي مقابلة مع عرب نيوز، قال الخبير الاقتصادي المقيم في السعودية طلعت حافظ إن برنامج NITAK هو أحد أهم البرامج التي أدت إلى تحسين المشاركة في سوق العمل.

وأضاف: “لقد أدى برنامجا نطاقات ونطاقات تطور إلى تحسين كفاءة سوق العمل من خلال توفير فرص العمل المناسبة للعمالة الوطنية السعودية في بيئة عمل آمنة وجذابة”.

منذ إنشائها في عام 2011، حققت NITAK إنجازات مهمة، مما أدى بشكل فعال إلى زيادة عدد المواطنين السعوديين في القوى العاملة في القطاع الخاص. تظهر أحدث الأرقام الصادرة عن المرصد الوطني للعمل أن عدد المواطنين السعوديين العاملين في القطاع الخاص بلغ 2.34 مليون في يونيو – بزيادة قدرها 16.598 عن أبريل.

ويتم التأكيد على هذا النجاح من خلال التدابير الاستباقية المتخذة لدعم السعودة، بما في ذلك الأطر التنظيمية التي تشجع الشركات على توظيف المواهب المحلية والاحتفاظ بها.

ونتيجة لذلك، كان هناك تحول كبير نحو توظيف المهنيين السعوديين الذين لا يتمتعون بالمهارات التقنية فحسب، بل يتمتعون أيضًا بفهم عميق للثقافة المحلية والممارسات التجارية والفروق التنظيمية الدقيقة.

باين وشركاه وقال أحمد بوشناق، الشريك: “إن المساهمة الكبيرة للسعودة هي تعزيز تنمية المواهب المحلية. ومن خلال السعودة، هناك جهد للتركيز على برامج التعليم والتدريب المهني بما يتماشى مع احتياجات السوق.

READ  وقعت المملكة العربية السعودية وتايلاند اتفاقيات طاقة كبيرة

وأضاف: “إنه يزود المواطنين السعوديين بالمهارات اللازمة للمشاركة في مختلف القطاعات، وبالتالي زيادة فرص العمل لديهم وفرص التقدم الوظيفي”.

نتطلع إلى الأمام

تواجه المملكة العربية السعودية تدفقاً كبيراً من الخريجين الشباب إلى سوق العمل، مع توقعات بوصول عدد الوافدين الجدد إلى حوالي 5 ملايين بحلول عام 2030.

وفي الوقت نفسه، تهدف الحكومة إلى خلق 3 ملايين فرصة عمل جديدة في القطاع الخاص خلال العقد المقبل، مما يعزز التزامها بالنمو الاقتصادي المستدام وخفض معدلات البطالة.

تمتد فوائد توظيف المواطنين السعوديين إلى ما هو أبعد من تلبية المتطلبات التنظيمية؛ وهو ينطوي على الاستفادة من الخبرات المحلية للتغلب على تحديات الأعمال بشكل فعال.

إن إتقان المهنيين السعوديين للغة العربية والإلمام بالموارد المحلية يسهل تبسيط العمليات وتحسين المرونة التنظيمية.

وقال حافظ: “لقد أثبت المواطنون السعوديون قدراتهم في سوق العمل المحلي لأنهم يفهمون ثقافة سوق العمل السعودي جيداً وأثبتوا أنهم مجتهدون للغاية”.

وأضاف: “على المدى الطويل، أعتقد أن توظيف مواطن سعودي سيكون أكثر فائدة وأقل تكلفة للشركات، حيث يمكن للشركات تجنب تكاليف العمالة المرتبطة بتوظيف غير السعوديين”.

علاوة على ذلك، فإن دمج المواهب السعودية في القوى العاملة يعزز الشعور بالفخر الوطني والملكية، ويساهم في خلق بيئة مؤسسية متماسكة ومنتجة.

وقال بوشنوك: “السعودة تشجع التعاون بين القطاعين العام والخاص. وتتطلب المبادرة من الشركات الاستثمار في المواهب المحلية وتعزيز السياسات التي تدعم توظيف وتدريب واستبقاء المواطنين السعوديين. فهو لا يحفز التوظيف فحسب، بل يعزز أيضًا ثقافة الشمول والاستدامة داخل القوى العاملة، مما يؤدي إلى الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.

واستكمالاً للمبادرات التنظيمية، تعتبر المبادرات التعليمية حاسمة في تزويد الشباب السعودي بالمهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل سريع التطور.

READ  نما الناتج المحلي الإجمالي التركي بنسبة 5.9% في الربع الثالث، متجاوزًا التوقعات

ويجسد مشروع الوقود، وهو تعاون بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والأكاديمية الرقمية السعودية وكورسيرا، هذا الالتزام.

ومن خلال توفير تدريب مخصص على المهارات الرقمية، يهدف البرنامج إلى إعداد 100 ألف مواطن سعودي سنويًا للعمل في القطاعات الناشئة ذات الأهمية الحاسمة للتحول الرقمي في المملكة.

وأضاف حافظ: “تلعب كل من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة تطوير الأعمال دورًا مهمًا في تعزيز السعودة مع تحول المملكة العربية السعودية إلى الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة، الأمر الذي يتطلب عددًا كبيرًا من السعوديين”.

علاوة على ذلك، يلعب صندوق تنمية الموارد البشرية دورًا مهمًا في دعم السعودة من خلال برامج شاملة لتحسين فرص توظيف المواطنين السعوديين.

وتشمل هذه المبادرات التدريب والتطوير والمساعدة في التوظيف، مما يضمن توفير إمدادات ثابتة من المواهب المؤهلة للقطاع الخاص.

ومن خلال العمل الوثيق مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ساهم صندوق تنمية الموارد البشرية في خلق فرص العمل وتحسين القدرة التنافسية للشركات المحلية في مختلف القطاعات. ويهدف الصندوق إلى دعم الباحثين عن عمل في القطاع الخاص من خلال صندوق يقوم بدفع نسبة من أجور الموظفين، بحسب مديره العام تركي الزويني.

آرثر د. وقال الشريك الصغير ريان النسانيان إنه من عام 2016 إلى عام 2023، سيرتفع عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص من 1.7 مليون إلى 2.3 مليون، مع ارتفاع مشاركة المرأة من 17 في المائة إلى 35.3 في المائة. هدف رؤية السعودية 2030 هو 30 بالمائة.

وأضاف: “تؤكد هذه الأرقام دور مبادرة السعودة ليس فقط في زيادة فرص العمل ولكن أيضًا في تحسين جودة وتنوع القوى العاملة ووضع المواطنين السعوديين في طليعة النمو الاقتصادي والتنمية”.

تلعب الشركات أيضًا دورًا مهمًا في تعزيز السعودة من خلال الاستثمار في استراتيجيات التوظيف وتدريب القوى العاملة ومبادرات تطوير القوى العاملة.

READ  دعا رئيس كازاخستان المستثمرين السعوديين ، حيث يسعى البلدان إلى علاقات اقتصادية أكبر

تقدم شركات مثل NADIA Global حلولاً مخصصة لجذب المواهب السعودية والاحتفاظ بها وتطويرها.

ومن خلال إعطاء الأولوية لتطوير مجموعات المواهب المحلية، لا تمتثل الشركات لمعايير السعودة فحسب، بل تساهم أيضًا في تحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية أوسع تهدف إلى تحقيق النمو والازدهار المستدامين.

وأشار حافظ إلى أن “دور الأطر التنظيمية مثل نظام نطاقات للحصص والبرامج الأخرى لعب دوراً هاماً في تعزيز السعودة لأنها كافأت الشركات على امتثالها لبرامج السعودة”.

وأضاف: “على سبيل المثال، قدم صندوق تنمية الموارد البشرية برامج ومنتجات لتقديم وتبادل خدمات التوجيه والتدريب والتمكين بكفاءة وفعالية لزيادة استقرار القوى العاملة وتطويرها في سوق العمل السعودي”.

آرثر د. لا يوجد الكثير من العوامل التي تدفع تنمية المواهب المحلية من خلال مبادرات مثل آفاق، المخصصة للمواطنين السعوديين. وأوضح النسيان قائلاً: “لا تركز برامج التوجيه والتدريب المصممة لدينا على ملء المناصب فحسب، بل على تطوير قادة المستقبل. والهدف واضح: جذب المواهب السعودية والارتقاء بها إلى أدوار رفيعة المستوى تتمتع بمهارات متخصصة ووضع معايير جديدة. معايير في مختلف الصناعات.”

بينما تواصل المملكة العربية السعودية رحلتها نحو التنويع الاقتصادي والقدرة التنافسية العالمية، فإن تمكين المواطنين السعوديين من خلال السعودة يظل حجر الزاوية في رؤيتها الاستراتيجية.

ومن خلال تطوير قوة عاملة ماهرة وقادرة على التكيف، لا تعمل المملكة على تخفيف التبعيات الاقتصادية فحسب، بل تضع نفسها أيضًا كمركز للابتكار وريادة الأعمال والتقدم التكنولوجي في المنطقة.

وأضاف النسيان: “إن القدرة المستقبلية للسعوديين على دفع الابتكار وريادة الأعمال واعدة بشكل لا يصدق. ولا تقتصر السعودة على زيادة أعداد العمالة فحسب، بل تتعلق برعاية جيل من القادة الموهوبين والمبتكرين”.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here