هناك أسباب عديدة لانتشار اقتصاد الظل
تساهم عدة عوامل في انتشار ونمو اقتصاد الظل والعمالة غير الرسمية في البلدان العربية.
وفي لبنان، قد يعود انتشار هذه التدابير إلى أوجه القصور إنفاذ الضرائب آليات واستغلال واسع النطاق للعمالة الأجنبية غير الشرعية وغير المنظمة وانعدام الأمن الوظيفي وحقوق العمال.
وفي حالة سوريا، توسعت حصة اقتصاد الظل في الناتج المحلي الإجمالي بنحو ثلاثة أضعاف في الفترة من 2010 إلى 2022 بسبب الصراعات العسكرية التي طال أمدها، مما أدى إلى عمل الاقتصاد المحلي خارج إطار الرقابة والتنظيم الحكومي.
وفي حالة مصر، زادت نسب اقتصاد الظل تاريخياً، مع تهرب المشاريع الصغيرة في القطاعين الحرفي والزراعي في المناطق الريفية من الحكومة. البيروقراطية والإجراءات المعقدة.
وبالمثل، ارتفعت هذه النسب في الأردن كوسيلة للتهرب الضريبي يزيد فرضته الحكومات المتعاقبة.
وقد شهد اليمن ارتفاعاً كبيراً في معدلات العمالة غير الرسمية، خاصة بعد الانقسام الأخير داخل البلاد وسحب مناطق واسعة من الأنظمة الاقتصادية والإدارية الحكومية.
ومع ذلك، في جميع هذه الحالات، يتمثل العامل المستمر في عدم ثقة أصحاب العمل في إمكانية التحول إلى اقتصاد منظم وإحجامهم عن الإبلاغ عن أنشطتهم التجارية إلى السلطات الضريبية. ويتغذى هذا الاتجاه بشكل أكبر على قدرة العمال المحدودة أو إحجامهم عن التنظيم الجماعي وحماية سبل الحماية القانونية المرتبطة بالعمل الرسمي.
ومن الجدير بالذكر أن انتشار الزراعة الأسرية المحلية في الريف المصري ساهم في ارتفاع معدلات العمالة غير الرسمية، غالبًا دون الحاجة إلى لوائح حكومية لمعالجة الأمر.
وتتمثل القضية الأساسية في معالجة العمالة غير الرسمية التي تزدهر في اقتصاد الظل دون تهميش الفئات الضعيفة من سوق العمل عن غير قصد.
ونتيجة لذلك، بدلا من الاعتماد فقط على الأساليب القسرية لمكافحة هذا النوع من النشاط الاقتصادي، ينبغي للحكومات إعطاء الأولوية لتنفيذ التدابير التي تشجع أصحاب العمل على الكشف عن أنشطتهم التجارية من خلال الضوابط الإدارية والأطر التنظيمية.
ومن المهم أن نلاحظ أن بعض أنشطة اقتصاد الظل تنشأ من أفراد يعملون بشكل مستقل في مجموعة متنوعة من المهن، لا علاقة لها بأي صاحب عمل معين، مثل الباعة الجائلين على سبيل المثال.
واستجابة لذلك، يجب على الحكومات أن تسعى بشكل استباقي إلى إنشاء شبكات أمان اجتماعي قادرة على حماية هذه الفئات الأكثر ضعفا.