الدبلوماسية الثقافية ستعزز العلاقات التركية الخليجية

الدبلوماسية الثقافية ستعزز العلاقات التركية الخليجية

الفيلم الكوميدي السعودي التركي “محمول مغفل” قيد التطوير حاليًا. (العالمية ومنتجات فرونت لاين)

يتم حاليًا تطوير الفيلم الكوميدي السعودي التركي الذي يحمل عنوان “محمول مقول” (معاملتي) من قبل شركة Front Row Productions ومقرها دبي وشركة الإنتاج السعودية الجديدة Alamia Film Entertainment. الفيلم الكوميدي، الذي يتتبع مغامرات ثلاث شابات سعوديات من أشد المعجبين بالمسلسلات التركية، سيتم تصويره بين الرياض واسطنبول، مما يجعله أول فيلم سعودي يتم تصويره في تركيا. المنتجين.

ويلعب دور الثلاثي النجمتين السعوديتين خيرية أبو لبن ونرمين محسن والممثلة المصرية نج فيكتان. ونظرًا لشعبية المسلسلات التركية في الدول العربية، يعتقد المنتجون أن هذه الكوميديا ​​لديها القدرة على توحيد الجماهير العربية. ويرون أن مزج عناصر السينما السعودية والعربية مع النمط التركي هو نهج يحترم ويحتضن الفروق الثقافية في المناطق الثلاث.

ودخلت تركيا والسعودية مرحلة جديدة في علاقتهما منذ توصلهما إلى اتفاق نهاية عام 2021. وقد وقع هذا العصر الجديد عدة مذكرات تفاهم، تتضمن إحداها التعاون الثقافي بين وزارة الثقافة ووزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية. الثقافة والسياحة في تركيا.

لقد قلت باستمرار إنه لكي تزدهر حقبة جديدة في العلاقات التركية الخليجية، يجب أن تتجاوز الجوانب السياسية والاقتصادية لتشمل الأبعاد الاجتماعية والثقافية والإعلامية. ومن شأن هذا النهج أن يعزز عملية المصالحة ويحقق فوائد طويلة الأجل لكلا الطرفين. التواصل بين الثقافات هو فرصة لتعزيز العلاقات. إن فهم السياقات الثقافية أمر بالغ الأهمية لتحقيق التقدم في هذه المصالحة. تمتلك كل من تركيا ودول الخليج أدوات مؤثرة لتعزيز الحوار الثقافي من خلال الدبلوماسية الثقافية.

لكي تزدهر حقبة جديدة في العلاقات التركية الخليجية، يجب أن تشمل أبعاداً اجتماعية وثقافية وإعلامية.

سينم جنكيز

لعقود من الزمن، كانت السينما بمثابة واحدة من أكثر وسائل الدبلوماسية الثقافية تأثيرًا وسهولة الوصول إليها، حيث تمتلك قدرة فريدة على التأثير على ما يسمى بالجماهير. على سبيل المثال، لم يكن لأي شكل فني آخر هذا التأثير بعيد المدى والدور المهم الذي تلعبه السينما ليس فقط في ترفيه الناس ولكن أيضًا في تشكيل الهويات والتأثير على الثقافة. ولأن الأفلام تخلق صورًا ورسائل تعزز قيم الأمة، فإن لها تأثيرات كبيرة على فهمنا للعلاقات الخارجية مع الدول الأخرى.

القدرة على تغيير الأفكار والمواقف حول القضايا السياسية، يلعب الفيلم دورًا حيويًا في إقامة العلاقات بين الأمم، وكسر الصور النمطية وتجاوز الحدود على العديد من المستويات. وفي تركيا نفسها وفي سياق الخليج، يمكن أن تكون مشاريع الأفلام المشتركة بمثابة أداة قوية لتعزيز التأثير الثقافي من خلال القوة الناعمة.

أعتقد أن المفاهيم الخاطئة والمفاهيم الخاطئة حول الصورة التركية في الشرق الأوسط والصورة العربية في تركيا لا تزال مستمرة حتى اليوم. تاريخياً، انعكست الروايات السلبية حول كل جانب في الأفلام والأدب، مما أدى إلى تشكيل وجهات النظر المجتمعية. ومن المهم جدًا تغيير هذه الصور الزائفة عن المجتمعات التركية والعربية في أذهان الناس. وإذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية لتغيير هذه الروايات، فإنها ستظهر بلا شك من خلال الدبلوماسية الثقافية.

ومن الممكن أن تخدم مشاريع الأفلام التعاونية كأداة قوية لتعزيز التأثير الثقافي من خلال القوة الناعمة.

سينم جنكيز

أظهرت العديد من الدراسات أن الأفلام والموسيقى والفن قد تم استخدامها بشكل فعال كأدوات لتشكيل الإدراك العام وكسب قلوب وعقول الناس في بلدان أخرى. وعلى الرغم من أن المسلسلات التلفزيونية التركية لعبت دورًا مهمًا في جذب الاهتمام العربي بتركيا وثقافتها، إلا أنني أعتقد أن الأفلام المشتركة يمكن أن تخدم أغراضًا أكبر من خلال تعزيز الجهود المشتركة لتوحيد عقليات البلدين في مشروع واحد.

وتركيا نفسها لديها اتفاقيات إنتاج مشترك مع عدة دول، بما في ذلك إيران وباكستان ودول الاتحاد الأوروبي ألمانيا وفرنسا. الهدف من هذه المشاريع هو رفع المستوى الثقافي للدول المعنية وتعزيز العلاقات الثقافية من خلال تبادل الأعمال السينمائية. وفي الشرق الأوسط، هناك إدراك معترف به بأن القوة الناعمة التي تولدها الدراما التركية لا يمكن مقارنتها بما يمكن تحقيقه عبر الوسائل السياسية. وفي السياق التركي-الخليجي، أعتقد أن الدبلوماسية الثقافية لديها القدرة على المساهمة بشكل أكثر فعالية في تحقيق أهداف السياسة الخارجية.

للدبلوماسية الثقافية ثلاثة أهداف أساسية: بناء علاقات ثقافية دائمة تقوم على التفاهم المتبادل الذي يساعد الأطراف على إدارة حالة عدم اليقين؛ تطوير التبادلات السوقية؛ وكسب القلوب والعقول. على الرغم من أن السلطة السياسية غالبًا ما يُنظر إليها على أنها الفاعل المركزي في متابعة الدبلوماسية الثقافية، إلا أن الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل صناعة السينما والمهرجانات والمعارض الفنية يمكنها أيضًا العمل كوكلاء للدبلوماسية الثقافية، مما يؤثر على مسار العلاقات بين الدول.

ولذلك، فإن مبادرات مثل “محمول مغفل” تسلط الضوء على إمكانات الدبلوماسية الثقافية في إعادة تشكيل التصورات وتعزيز العلاقات بين تركيا ودول الخليج. ومن خلال استخدام اللغة العالمية للأفلام والأزياء والفن والموسيقى، يمكن لتركيا ودول الخليج إشراك جماهيرها في قصص ذات معنى تحتفي بتاريخهم وثقافتهم المشتركة وتحتفي بالتحديات المشتركة. وبينما تتقدم تركيا نفسها إلى الأمام في هذا العصر الجديد من الشراكة مع دول الخليج، فإن الدبلوماسية الثقافية سوف تعمل على تعزيز الفهم الأعمق. ويجب على الجانبين استخدام كل أشكال هذه الدبلوماسية، مثل التبادل الإعلامي والتعاون الفني والموسيقى والأفلام.

  • سينم جنكيز محللة سياسية تركية متخصصة في علاقات تركيا مع الشرق الأوسط. عاشرا: @SinemCngz

إخلاء المسؤولية: الآراء التي عبر عنها الكتاب في هذا القسم خاصة بهم ولا تعكس بالضرورة آراء عرب نيوز.

READ  حكم على رئيس هونج كونج جيمي لاي بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة الاحتيال

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here